عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين هتفوا ضد »سرور«

 

الذين هتفوا في الشارع، ضد الدكتور فتحي سرور، أثناء ترحيله من جهاز الكسب غير المشروع، إلي السجن، لم يسألوا أنفسهم عما إذا كان البرلمان القادم، في سبتمبر المقبل، سوف يكون مختلفاً عن برلمان »سرور« أم أنه سوف يكون صورة منه، تقريباً، وبالتالي، فالذي تغير هو رئيس مجلس الشعب، وليس مجلس الشعب ذاته!

الذين هتفوا، ومعهم بالطبع الذين لم يهتفوا، نسوا جميعاً، أننا من هنا إلي سبتمبر، مطلوب منا أن نبحث عن رئيس برلمان بجد، يعرف كيف يعمل بجد من خلال المجلس، علي تشريع القوانين للناس، ويعمل بجد أيضاً، علي مراقبة أداء الحكومة، حتي لا نعيد المسألة من أولها، دون أن ندري!

الذين هتفوا، والذين لم يهتفوا، لا يدركون أن الطريقة التي جري بها اختيار »سرور« لرئاسة المجلس، علي مدي 20 سنة، هي نفسها الطريقة التي سوف يجري بها اختيار رئيس البرلمان المقبل، وبالتالي، فقد ذهب الشكل، وبقي المضمون علي حاله!

الذين هتفوا، والذين لم يهتفوا، لا يسألون أنفسهم عما إذا كانت الفترة المتبقية من اليوم، إلي سبتمبر، كافية لصناعة رئيس برلمان قوي، ومعه وكيلان للمجلس قويان، أم لا؟!.. وأغلب الظن أن الإجابة سوف تكون بـ»لا« لأن الموضوع »صناعة« فعلاً، ولابد أن نظرة واحدة، إلي برلمانات العالم المتقدم، سوف تؤكد لك، أن المجئ برئيس برلمان حقيقي، إنما هو »صناعة« تتم بهدوء، وعلي مهل، عبر سنوات، ولا يمكن أن يجري إنتخاب أعضاء البرلمان، كما هو الحال عندنا، ثم ينتخبون هم من بينهم رئيساً، كيفما اتفق، لنبقي نحن وحظنا وقتها.. إما.. وإما، وكأننا إزاء عملية »ياناصيب« من نوع رفيع!

الذين هتفوا ضد »سرور« والذين لم يهتفوا، نسوا جميعاً، أن الطريقة التي جاء بها برلمان 2010 المنحل، هي ذاتها التي سوف يأتي بها برلمان 2011 غير المنحل لأن طريقة الانتخاب - حتي الآن - هي هي.. ولم يخرج أحد علي الناس، ليشفي غليلهم، ويقول شيئاً عن طريقة الانتخاب المقبلة.. هل هي بالنظام الفردي؟!.. هل سوف تكون بنظام

القائمة؟!.. هل سوف تكون بالنظام المختلط؟!.. هل سوف تكون بنظام
الجن الأزرق؟!.. هل.. هل.. لم يتطوع أحد، إلي الآن، بأي شئ، ولذلك، فليس أمامك إلا أن تفترض أنه، كبرلمان جديد، سوف يكون من حيث طريقة تشكيله، صورة من القديم!

الذين هتفوا، والذين لم يهتفوا، نسوا شيئاً مهماً للغاية، وهو أن بدعة العمال والفلاحين، موجودة هي هي، في البرلمان الجديد، ونسوا أن الحصة التي يقوم رئيس الدولة بتعيينها، هي هي، ونسوا أن كوتة المرأة، هي هي، وان دوائرنا عدداً، وشكلاً، وامتداداً، هي هي.. فماذا تغير؟!

الذين هتفوا، والذين لم يهتفوا، نسوا تماماً، أن برلمان فتحي سرور لو كان »يراقب« أداء الحكومة، فعلا، ما كنا أصلا في حاجة إلي ما نحن فيه الآن، من محاكمات، وملاحقات، ومطاردات، وكان المال العام سوف تكون له قدسيته، وكان.. وكان.. وبما أن »لو« تفتح عمل الشيطان، فتعالوا نتجاوز عما كان، ونتطلع إلي ما سوف يكون، لنكتشف أنه، وبمقتضي ما يحدث حالياً، لن يختلف عما كان.. وإلا.. فمَنْ هو الذي يضمن، أن يكون البرلمان المقبل، قادراً علي التشريع الجاد، وقادراً علي مراقبة أداء الحكومة، وضبط إنفاقها للمال العام بفاعلية؟!.. مَنْ يضمن؟!

الضمان يأتي من داخل البرلمان، وليس من خارجه، وإذا تكلمنا عن الداخل، فهو مهيأ بالكامل لإعادة إفراز »نظام« فتحي سرور من جديد!