رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سعد .. ومبادئ سعد!

 

إذا كانت العبارة التي جاءت علي لسان الرئيس الأوغندي، هي الشيء الوحيد الذي عاد به الدكتور السيد البدوي، رئيس الوفد، من رحلته إلي أوغنذا مؤخرا، مع وفد الدبلوماسية الشعبية، الذي ضم شخصيات معتبرة، وشبابا من ثورة 25 يناير، فهذا يكفيه، ويكفيهم طبعا.

نعرف بطبيعة الحال، أن أوغندا دولة من سبع دول، تمثل جميعها ما يسمي بـ»دول منبع النيل«، ونعرف أن النيل يصب في دولتين، هما مصر والسودان، وأن خلافا قد نشأ، منذ فترة، بين دول المنبع، من ناحية، ودولتي المصب من ناحية أخري، حول ماء النيل، وكانت النتيجة مع تصاعد الخلاف، أن دول المنبع اتجهت في أغلبها، إلي توقيع ما أطلقوا عليه الاتفاقية الإطارية، وهي اتفاقية قيل عنها، حتي الآن، إنها سوف تؤثر علي كمية المياه التي تأتينا سنويا، بموجب اتفاقيات دولية، والتي تبلغ 55 مليار متر مكعب.

ولأسباب كثيرة، كان »الارتباك« هو الطابع العام للطريقة التي تعاملت بها الدولة، علي مدي سنوات مضت، مع الأزمة مع الدول السبع، وليس أدل علي هذا الارتباك، إلا أننا كنا كل فترة نسمع عن أن دولة جديدة، من الدول السبع إياها، قد وضعت توقيعها علي الاتفاقية، وكنا نسمع كلاما يناقض بعضه، عن تأثير تلك الاتفاقية، علي حجم كميات المياه الواردة إلينا، وكان وزراء الري، خصوصا الدكتور نصر الدين علام، يضحكون ويتفاءلون في كل مناسبة، في الوقت الذي لم يكن الواقع بيننا وبين دول المنبع، أو بعضها بمعني أدق، يدعو إلي أي تفاؤل! وقد استيقظنا ذات صباح، منذ أيام مضت، علي أن بوروندي، وهي إحدي الدول السبع، قد وقعت علي الاتفاقية إياها، وتصاعدت من بعدها مخاوف عميقة لدي كل مصري، من أن يكون توقيعها هو البداية في اتجاه أيام صعبة لنا، مع النهر الخالد!

ويبدو أنه كان هناك »شيء ما« بين مصر الرسمية، علي مدي الفترة الماضية، وبين حكومات الدول

السبع، وكان الدليل علي ذلك، أن المشكلة كانت تتعقد كلما ذهب لنا مسئول إلي هناك، ثم عاد، ولم يكن أحد من مسئولينا، فيما يبدو أيضا، يريد أن يشرح الموضوع للناس، بأمانة، وصراحة، ومسئولية.

اليوم، نحن أمام وضع مختلف، مع عودة رئيس الوفد، ومعه وفد الدبلوماسية الشعبية، من أوغندا، بعد زيارة دامت يومين لأن اجتماعا قد انعقد بينهم، وبين الرئيس الأوغندي »موسوفيني« الذي قال في أثناء الاجتماع، إن بلاده لن تخطو خطوة تؤدي إلي الإضرار بمصالح القاهرة.

عبارة كهذه، لم نكن نسمع عنها من قبل، فهي تبعث عن الاطمئنان، علي الأقل، وتضمن أن تكون أوغندا، وهي دولة مهمة وكبيرة بالنسبة لسائر دول المنبع، سوف تقف في صفنا، وسوف تكون إلي جانبنا.

هذه واحدة.. والأخري أن الرئيس الأوغندي حين جاء ليصافح رئيس الوفد، قد صاح عفويا فقال: أهلا بأبناء سعد زغلول، ولابد أنه، حين قالها، لم يكن يقصد الدكتور البدوي، وأعضاء حزب الوفد المرافقين له، علي وجه الخصوص، وإنما كان يقصد، أفراد وفد الدبلوماسية الشعبية كلهم، لأن إحساس رئيس أوغندا، فيما أظن، قد أوحي إليه بأن وفدا يأتي من القاهرة، في سبيل الهدف الذي جاء من أجله، لابد أن يكون قد انتسب مسبقا، إلي »سعد« .. ومبادئ »سعد«!