عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف يتصرف نبيل العربي؟!

سيرة الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية، كانت حاضرة بقوة في مذكرات وزير الخارجية الراحل محمد إبراهيم كامل، التي صدرت منذ سنوات تحت عنوان »السلام الضائع في كامب ديفيد«.

لقد كان الدكتور نبيل، وقت مفاوضات كامب ديفيد، بين مصر وإسرائيل، في الفترة من زيارة الرئيس السادات للقدس، عام 1977، إلي توقيع معاهدة السلام في 1979، واحداً من فريق عمل رفيع، كان الوزير كامل يعتمد عليه في التفاوض، ويثق فيه.. وكان الفريق يضم الوزير الأسبق، أحمد ماهر، والسفير عبدالرؤوف الريدي، والدكتور أسامة الباز، والوزير السابق أحمد أبوالغيط، الذي كان وقتها سكرتيراً أول في مكتب الوزير كامل، وكان معهم نبيل العربي بالطبع، الذي كان في ذلك الوقت، مديراً للشئون القانونية في الوزارة.

تأتي سيرة الرجل، في أكثر من موضع، من تلك المذكرات الشائقة، فهو مرة يراقص روازلين كارتر، حرم الرئيس الأمريكي الأسبق، في حدائق كامب ديفيد، وهو تارة أخري مشكوك فيه، من جانب السادات، لا لشيء، إلا لأن علاقة نسب كانت تربط بينه وبين الأستاذ محمد حسنين هيكل، وكان الزعيم الراحل ينبه الوزير كامل، دائماً، بما معناه أن يأخذ باله من العربي، حتي لا يسرِّب شيئاً من أوراق التفاوض والعمل إلي هيكل!

وعبثاً كان الوزير إبراهيم كامل، يحاول طمأنة السادات، من هذه الناحية، ولكن دون جدوي.

غير أن هذا كله، إذا كان مهماً، فإن الأهم منه، هو تلك المواجهة التي جرت ذات يوم، في غرفة الرئيس السادات، في منتجع كامب ديفيد، بينه من ناحية، وبين الدبلوماسي الشاب وقتها،. نبيل العربي من ناحية أخري.. لقد كان »العربي« يشعر، علي مدي مراحل التفاوض كلها، بأن القدس لن تعود، وأنها

سوف تظل عاصمة أبدية لإسرائيل، وأن تل أبيب تخطط لذلك، وتتحوط إزاءه جيداً، في حينه، ومستقبلاً، وكان »العربي« في الوقت نفسه، يشعر بأن عودة سيناء إلينا، بموجب ما كان يجري من تفاوض في كامب ديفيد، سوف تظل منقوصة السيادة، ولذلك، كانت ثقته في الجانب الإسرائيلي، منعدمة، وكان إحساسه بنقصان السيادة المصرية علي سيناء، راسخاً وطاغياً، وكان يناقش السادات في ذلك، دون فائدة!

ولذلك، فإن السؤال اليوم، وبعد أن صار الرجل علي رأس الخارجية، هو: كيف يمكن أن يعمل، الآن، وكيف يمكن أن يستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي، في القاهرة مثلاً، أو يقابله في أي عاصمة، بينما هذه هي قناعاته القديمة التي كانت ـ ولاتزال طبعاً ـ تري أن كامب ديفيد كانت عبثاً في عبث، ولم تكن مجدية بالنسبة لنا، وفيما يخص أرضنا تحديداً؟!

كيف؟!.. هذا سؤال في حاجة لإجابة، اللهم إلا إذا كان الرجل قد غير قناعاته القديمة، وهذا ما لا نتوقعه طبعاً.. كيف يمكن لوزير الخارجية، أن يحافظ بحكم ـ منصبه ـ علي معاهدة مع إسرائيل، قامت علي مفاوضات لم يكن يؤمن بها؟!