رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحة الرئيس!

بمجرد إعلان الرئيس مبارك، تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، في السادسة من مساء الجمعة الماضي، اختفت أخباره تماماً، من وسائل إعلامنا، التي لم يكن لها عمل، من قبل، سوي رصد حركاته، وحياته، وتفاصيل نشاطه.

صحيح أن الرئيس مبارك، أصبح منذ الجمعة الماضي، رئيساً سابقاً، وصحيح أن اهتمام وسائل الإعلام المصرية، وخصوصاً الحكومية منها، لن يكون الآن، كما كان من قبل، بحكم أن الاهتمام بأخبار الرجل، طوال 30 سنة قضاها في الحكم، كان اهتماماً في الأصل بصاحب سلطة تتركز كل الصلاحيات في يديه، ولم يكن اهتماماً بشخص حسني مبارك.. صحيح كل هذا. ولكن الأصح منه، أنه لا يمكن أن تختفي أخباره كاملة هكذا، بمجرد انصرافه من منصبه، وبالذات أخبار صحته التي تتواتر عنها الأنباء هذه الأيام.

حسني مبارك رئيس مصري، حتي ولو كان رئيساً سابقاً، والفضول الآن، لدي الناس، لمعرفة أي شيء عنه، في حياته الجديدة، أضعاف أضعاف ما كان عليه، حين كان علي الكرسي، وليس من اللائق، أن تكون كل المعلومات المتاحة حالياً عنه، وعن مكان تواجده، وعن صحته بشكل خاص، وعن الطريقة التي يعيش بها، تعود جميعها إلي تقارير غير مؤكدة، ومنسوبة في الغالب إلي مصادر أجنبية للأسف، وليست مصرية!

الوحيد الذي صرح بشيء يخص مبارك، علي مدي أسبوع، هو الدكتور أحمد شفيق، رئيس الوزراء، عندما قال ما معناه، إن الرئيس السابق موجود حتي الآن، في شرم الشيخ، ولابد أن مجئ عبارة »حتي الآن« في كلام الدكتور شفيق، يعني أنه من المحتمل أن يغادر مبارك، مصر، إلي بلد آخر، ولم يكن لرئيس الوزراء أن يتفوه بعبارة من هذا النوع، إلا إذا كانت مغادرة مبارك، شرم الشيخ، إلي مكان آخر، مسألة محتملة، وهو ما نسمعه  علي امتداد الأيام الماضية، دون تأكيد، ودون نفي!

مرة يُقال إن مبارك في شرم الشيخ، ومرة يقال إنه ذهب لأداء العمرة، ومرة يقال انه في طريقه لألمانيا، من أجل العلاج، ومرة.. ومرة.. وفي كل الأحوال يأتي الكلام في صورة شائعات غير مؤكدة، وأقاويل لا أحد يعرف مدي نصيبها من الصحة!

بل إن الأمر تجاوز هذا الحد، ليقال إن صحته في

حالة سيئة، وانها متدهورة، ثم راجت أخبار، مساء الثلاثاء، عن وفاته، وتم نفيها، علي لسان مصادر لم تكشف عن طبيعتها، ولا عن هويتها، ولا عن موقعها في الدولة في الوقت الحالي.

وفي كل الأحوال، فإن أحداً ممن يعنيهم الموضوع، لم يتطوع ليطمئن الناس علي صحة رجل، كان إلي مساء الجمعة، يملأ الدنيا ويشغل الناس، كما أن هناك جهات معنية كثيرة في الدولة، عليها أن تكون المصدر المباشر لأي خبر عن صحة وحياة مبارك، لا أن يأتينا الخبر من فضائية عربية مرات، أو من صحيفة عالمية مرات.

لا مصلحة لأحد، في التكتم علي أخبار مبارك، أياً كانت، أو هكذا نفترض، ولا يمكن أن نتعامل مع أخباره، بعد تنحيه، وكأنه في غرفة مظلمة، حيث هو، دون علم لأحد بشيء عنه، وربما تكون الدعوة التي ترددت عن أن تكون هناك مظاهرة كبيرة، اليوم، علي سبيل الوفاء له، مصدرها أنه عندما اختفي، اختفت معه كل الأخبار المتصلة به، والتي هي حق لكل مصري، وبالتالي فإن الذين أطلقوا هذه الدعوة، في تقديري، قد استشعروا الذنب، وجاءوا في دعوة من هذا النوع، تكفيراً عن ذنب في حق مبارك.. ربما!.. ليبقي في النهاية، أن حسني مبارك، رئيس مصري.. حتي ولو كان سابقاً، وأن أخباره يجب أن تظل مصرية خالصة، وأن تكون معلنة بشفافية، وموضوعية، من خلال  مصدر مصري معلوم، لا مصدر مجهولاً، ولا مصدر من بين الخواجات!