رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلنا‮ "‬محمود‮"!!‬

يرسم الأديب الفريد بهاء طاهر،‮ ‬شخصية البطل في‮ ‬روايته‮ "‬واحة الغروب‮" ‬الصادرة عن دار الهلال،‮ ‬ببراعة‮ ‬غير مسبوقة،‮ ‬وليست‮ ‬غريبة عليه‮.. ‬فـ‮ "‬محمود‮" ‬هو بطل الرواية،‮ ‬ويتنقل من فصل إلي آخر،‮ ‬علي امتدادها،‮ ‬محتفظاً‮ ‬بقدرته علي أن‮ ‬يري الحدث الواحد،‮ ‬بعيون مختلفة،‮ ‬مابين صفحة وأخري‮..

 ‬وهو‮ ‬يحمل معه ملامح شخصيته العجيبة،‮ ‬ومعالم طريقته المدهشة،‮ ‬في‮ ‬النظر الي الأشياء،‮ ‬كلما حط في‮ ‬مكان بحكم عمله كضابط،‮ ‬وأيضا كلما ارتحل من منطقة،‮ ‬إلي ما سواها،‮ ‬بطول البلد وعرضه‮.. ‬

وسوف تكتشف،‮ ‬عند نهاية قراءة هذا العمل الأدبي‮ ‬البديع،‮ ‬أن هذا التناقض،‮ ‬في‮ ‬رؤية‮ "‬محمود‮" ‬لما حوله،‮ ‬ومَن حوله،‮ ‬ليس ثراء في‮ ‬أعماقه،‮ ‬ولا عبقرية في‮ ‬عقله،‮ ‬ولا تفرداً‮ ‬في‮ ‬بصيرته،‮ ‬بقدر ما هو‮ ‬يعبر عن شخصية مشوهة ومريضة،‮ ‬وناقصة،‮ ‬وتعاني‮ ‬من شتي الأمراض‮.

‬ وقد كانوا زمان‮ ‬يقولون،‮ ‬إن العمل الأدبي‮ ‬تزداد عظمته،‮ ‬وقوته،‮ ‬وسحره،‮ ‬كلما كان قادراً‮ ‬علي إثارة خيال القراء،‮ ‬بشرط أن‮ ‬يختلف الخيال،‮ ‬من شخص إلي آخر،‮ ‬وأن تتوزع زوايا الرؤية،‮ ‬تجاه العمل الواحد،‮ ‬سواء كان قصة،‮ ‬أو رواية،‮ ‬أو مسرحية،‮ ‬بقدر عدد القراء انفسهم‮..

 ‬وكلما اختلفت الآراء،‮ ‬والرؤي‮ ‬حول العمل الواحد،‮ ‬كان ذلك اضافة له،‮ ‬وليس نيلاً‮ ‬منه،‮ ‬أو خصماً‮ ‬من رصيده في‮ ‬مسيرة الابداع‮.‬ ولكن‮.. ‬هناك فارقا كبيرا فيما نظن بين أن‮ ‬يكون هذا المنطق هو المعيار،‮ ‬علي مستوي‮ ‬الادب،‮ ‬وبين أن‮ ‬يكون هو القاعدة،‮

‬او المقياس،‮ ‬علي مستوي‮ ‬الحياة،‮ ‬والواقع نفسه‮.‬

وقد أعادتني‮ ‬رواية بهاء طاهر،‮ ‬الي ما نعيشه،‮ ‬بقوة‮.. ‬وتأملت كثيراً‮ ‬مما‮ ‬يجري‮ ‬حولنا،‮ ‬واكتشفت كما سوف‮ ‬يكتشف‮ ‬غيري‮ ‬بالضرورة،‮ ‬أن الشيء الواحد،‮ ‬الذي‮ ‬قد لا‮ ‬يحتمل التأويل او التفسير،‮ ‬يتعرض منا،‮ ‬ونحن نتعامل معه،‮ ‬لمثل ما‮ ‬يفعله‮ "‬محمود‮" ‬في‮ "‬واحة الغروب‮" ‬ازاء كل ما كان‮ ‬يواجهه،‮ ‬ويقابله‮!!‬ فالإخوان،‮ ‬علي سبيل المثال،‮ ‬يرون وقائع كثيرة،‮ ‬علي النقيض تماما مما‮ ‬يراها الحزب الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يراها بدوره،‮ ‬بشكل معاكس لما تصل به الواقعة ذاتها،‮ ‬الي أحزاب المعارضة‮.. ‬فإذا نزلت انت،‮ ‬الي الناس،‮ ‬في‮ ‬عمومهم،‮ ‬سمعت منهم وجهات نظر،‮ ‬لا علاقة لها،‮ ‬بما أبداه الأطراف الثلاثة‮..

‬ويتصادف ان تكون وأنت تتابع أي‮ ‬واقعة،‮ ‬وتتحري حولها ما سوف‮ ‬يقال‮.. ‬يتصادف ان تكون مقتنعا بأنها لا‮ ‬يجوز أن تكون محل جدل كبير أو صغير‮.. ‬فهل أراد بهاء طاهر أن‮ ‬يقول إننا كلنا‮ "‬محمود"؟‮!‬ يجوز‮!!‬