رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نريد عقل الجنزوري.. لا قلبه!

لا أحد يعرف ما إذا كان الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، كان يعني ما يقول فعلاً، عندما أطلق تصريحاً قبل أيام، يؤكد فيه أنه لا تراجع عن إقامة المحطة النووية الأولي علي منطقة «الضبعة» في الساحل الشمالي، أم إنه كان يهدئ مشاعر الناس، إلي أن يهدأ الجدل الثائر حول المنطقة، هذه الأيام،

ثم يكون لنا وقتها، مع الموضوع كله، كلام آخر؟!.. لا أحد يعرف، ولكن الذي نعرفه، أن حكاية إقامة محطات نووية، بهدف توليد الطاقة، تخسر عالمياً، منذ فترة، وتُقلع عنها الدول، دولة وراء دولة، لأسباب كثيرة، ليس أولها الأسباب الاقتصادية المستحكمة علي مستوانا نحن، بشكل خاص، ولا آخرها الأسباب البيئية المتعلقة بصحة الانسان، والتي تنشأ من أجلها جماعات ضغط واسعة، تملأ أوروبا كلها، من سنين.
وإذا كان الكلام عن الموضوع، إلي هذا السطر، لا يزال عاماً في اجماله، دون تفاصيل، فإننا إذا انتقلنا من التعميم، إلي التخصيص، فسوف نقول ان المعلومات المتاحة للجميع، الآن، تؤكد أن المانيا علي سبيل المثال، قررت أن يكون عام 2022، هو آخر موعد للاحتفاظ بمحطة نووية من هذا النوع لديها، وقد سبقتها بلجيكا إلي الاتجاه نفسه، وقررت أن يكون الموعد 2015، بحيث لا يكون عندها، بعده، أي محطة نووية أقيمت لهذا الهدف!
أوروبا، بجلالة قدرها، ودول في حجم ألمانيا وبلجيكا، اتخذت قرارها النهائى وصارحت به مواطنيها، ولكننا في المقابل، لا نزال نتكلم عن محطة الضبعة، وكأنها سوف تكون فتحاً من الفتوح، أو أن انشاءها، في مكانها وموعدها، مسألة تتصل بالكرامة الوطنية التي لا يجوز التفريط فيها، في حين أن كل هذا غير صحيح، اللهم إلا إذا كان علينا أن نعمل من أجل انشاء محطات ذات أغراض عسكرية، فهذا موضوع آخر، ويجب أن نتعامل معه بجدية تليق به، ما دامت الدولة الجارة لنا، علي حدودنا الشرقية، تحتفظ بأكثر من مفاعل من هذه النوعية علي أرضها.
إقامة محطات نووية، ذات أغراض سلمية، ظاهرة آخذه في الاختفاء عالمياً، وهذه حقيقة يعلمها المتخصصون قبل العامة من الناس، ويجب أن يخرجوا علي المصريين، ويصارحوهم بهذا الأمر، ويشرحوا لهم مقتضياته، لا أن نظل مدفوعين في الملف كله، بأسباب عاطفية مجردة، لا عقل فيها، فنستيقظ في وقت من الأوقات علي كارثة، لا قدر الله!
كم كان المرء يتمني لو خرج الدكتور الجنزوري ببيان علينا، يقول فيه ما معناه، إن المحطات النووية ذات الاغراض السلمية، أصبحت «موضة قديمة» إذا صح التعبير، وأن أسباب الاعلان عن محطة الضبعة تحديداً، قبل سنوات، كانت سياسية خالصة من جانب لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل، وأن الامر إذا كان كذلك، فإننا مطالبون بالتخلي عنها، وأننا من ناحية اخري، أمامنا بدائل أفضل، من بينها محطات توليد الطاقة الشمسية التي تسعي أوروبا ذاتها لتوليدها لصالحها في شواطئ شمال افريقيا، وأنها، أي الطاقة الشمسية، هي الكنز الذي لا ندرك قيمته، ولا حجمه، في شواطئنا، وعلي أرضنا، إلي هذه اللحظة.
نريد أن يتعامل رئيس الوزراء مع القضية، بعقله، وحسابات الورقة والقلم التي لا تخطئ، وليس بقلبه، وعندها، سوف يكون علينا، كحكومة، ان نكون شجعاناً في مخاطبة الرأي العام، وأن نقود الشارع، لا أن يقودنا هو، وألا نحج بعد أن يعود الحجاج!