رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد عز كان وراءها!

كنا نتصور أن الحزب الوطني، كان عبئاً علي الرئيس، ثم علي البلد قبل 25 يناير فقط، فإذا به عبء مضاعف علي الاثنين، بعد الأحداث أيضاً، وبشكل يدعو إلي ضرورة سرعة محاسبة اغلب قياداته، وأكاد أقول محاسبتهم جميعاً، لولا أن فيهم واحداً أو اثنين، أو خمسة علي الأكثر، كانوا ولا يزالون رافضين لكل صور التجاوز، والفساد، والبلطجة في حق الناس، من جانب الحزب!

 

فالمظاهرات التي خرجت في أعقاب خطاب الرئيس، مساء الثلاثاء، تأييداً له، تدل علي أنها من تدبير رجال في الحزب، وتدل علي أن الذي خطط لها، إنسان خائب، ويفتقر إلي ادني حدود اللياقة، والحكمة، والتعقل!

كان الحزب »الوطني«، الذي لا يحمل نصيباً من اسمه، قد اختفي تماماً، بجميع اعضائه، منذ بدء مظاهرات 25 يناير، اختفي جميع اعضائه، دون استثناء، من المشهد كله، وكأن الله تعالي قد رفعهم إليه، وقد كنا نسمع قبل الاحداث، أن اعضاء الحزب 3.5 مليون عضو، فإذا بهم جميعاً، وقد تبخروا تماماً، ولم يعد لهم أي وجود، بما يعني أحد شيئين : إما أن الذين كانوا يقولون بوجود هذا العدد من الاعضاء، في الحزب الحاكم، كانوا يخدعون الرئيس، ويخدعون الناس، ويخدعون أنفسهم.. وإما أن هؤلاء الاعضاء موجودون فعلاً، ولكنهم جبناء إلي حد أنهم تخلوا ليس فقط عن الرئىس، وقت الازمة، ولكنهم أيضاً تخلوا عن بلدهم، بطريقة خسيسة، ورخيصة ولا ضمير فيها من أى نوع!

أين كان الملايين الثلاثة، وقت تنظيم مسيرة مليونية، اعتراضاً علي الرئىس؟! لماذا لم يخرج مليون واحد منهم، لا ثلاثة ملايين، لتأييد الرئىس، ولماذا اختفوا في الجحور، طوال ثمانية أيام كاملة، حتي إذا جاء اليوم التاسع انشقت عنهم الأرض، وظهروا فجأة ودون مقدمات؟!

لا يتخيل أحد، أن تكون المظاهرات التي خرجت تأييداً للرئيس، بعد خطابه، من تدبير الحكومة، أو البوليس، أو أي جهة أخري، باستثناء الحزب الوطني، لأن بصماته المكشوفة، موجودة في المظاهرات، ولأنه

تصرف مع الذين تظاهروا، اعتراضاً علي الرئىس، في ميدان التحرير، بنفس المنطق، الذي كان قد تصرف به، مع المصريين في انتخابات البرلمان بمجلسيه، من قبل!

تصرف المتظاهرون المؤىدون للرئيس، مع المعترضين بالمنطق نفسه، وتصرفوا علي أن ميدان التحرير، إنما هو لهم وحدهم، دون غيرهم؟

وليس من حق المعترضين أن يتواجدوا فيه، ولذلك زحفوا إلي هناك وبدأوا في عملية إجلاء واسعة للمعترضين في الميدان، ثم الاستيلاء عليه، وهو بالضبط ما حدث في انتخابات مجلس الشعب، حين تصرف الحزب علي أن البرلمان ملك له، وحده ولا حق فيه لأي مصري لا ينتسب إليه!!

من حق المؤيدين للرئيس أن يتظاهروا، وأن يؤيدوه في أي مكان، بمثل ما إن الحق نفسه مكفول للمعترضين بالدرجة نفسها وليس من حق أي فريق أن يصادر علي الآخر، في إبداء رأيه، أياً كان، ودون مضايقات علي أي مستوي.

بصمات أحمد عز، لا سامحه الله، موجودة في عملية إجلاء المتظاهرين عن ميدان التحرير، بمثل ما كانت موجودة بالضبط في عملية الانتخابات فالرتوش واحدة والحصيلة واحدة، والمأساة واحدة.. فمتي نحاسب هذا الرجل، مع غيره من قيادات الحزب، الذين نالوا من هذا البلد، وأساءوا إليه، كما لم يفعل أحد من قبل؟! متي نحاسب هؤلاء المجرمين علي جرائمهم في حق هذا البلد؟!