رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما يعود الشيء إلي أصله!

الذين طالعوا صحيفة «الأهرام» صباح أمس، لابد أنهم قد توقفوا أمام خبر بارز فيها، عن استطلاع اجراه مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حول الاتجاهات السياسية للمواطنين، في المرحلة الثالثة من انتخابات برلمان الثورة، التي تبدأ الثلاثاء المقبل.

لقد تبين من الاستطلاع، كما يقول ضياء رشوان، مدير المركز، في الخبر المنشور، أن توجهات المواطنين، في هذه المرحلة، سوف تكون أكثر اعتدالاً، وأكثر مدنية، وأنه من المتوقع أن يحصل حزب الحرية والعدالة، في ثالث مراحل الانتخابات، علي نسبة قريبة أو مماثلة من الأصوات التي حصل عليها في المرحلتين السابقتين، وأن الوفد تحديداً، وهذا هو الجديد في الموضوع، سوف يتقدم في هذه المرحلة، ليس فقط علي أحزاب «الكتلة» الثلاثة مجتمعة، كما حدث في المرحلة الثانية، وإنما سوف يتقدم علي حزب «النور» وأحزاب التحالف الاسلامي المرتبطة به، كحزب سلفي.
فما معني هذا الكلام؟!.. معناه أن الناخب المصري، في الاصل، ناخب معتدل، وأنه ليس متطرفاً أو متشدداً إلي يمين، أو إلي يسار، وأنه اذا كان قد اتجه بصوته في المرحلتين الاولي والثانية، بعيداً عن الاعتدال المتوقع منه، أو عن قيم الدول المدنية الحقيقية الراسخة في أعماقه، فسوف يتدارك ذلك، سريعاً، في المرحلة الثالثة، ليصبح أكثر اعتدالاً، كما يشير الاستطلاع، واكثر مدنية في أثناء التصويت.. أو بمعني أدق، سوف يعود إليه اعتداله، وسوف تعود مدنيته إليه.
منذ البداية كان الوفد يقول وينبه إلي أن ما كشفت عنه المرحلتان الاولي والثانية، لا يترجم حقيقة المزاج المصري عموماً، ولا جوهر الناخب ذاته، خصوصاً، وكان الوفد يحذر طوال الوقت من أن هذا الناخب قد خضع طوال المرحلتين، لتأثير دعائى ديني محظور، جعله يبتعد عن أرضه الطبيعية، كناخب، وهي أرض اعتدال ومدنية في كل

الاحوال، ولذلك، فإن مزاج الناخب التصويتي، إذا كان قد اتجه نحو الاعتدال، في هذه المرحلة الثالثة والأخيرة، علي وجه التحديد، فإن هذا ليس إلا عودة للشيء إلي أصله، وليس إلا إنقاذاً للناخب من طقس دعائي كثيف، كان قد ظل يطارده أمام اللجان وحولها، بل وفي الدوائر الانتخابية والشوارع، ليخرجه عن طبيعته، ونكاد نقول عن فطرته الاولي.
ولابد أن هذه النتائج التي توصل إليها الاستطلاع، في حاجة إلي دراسة أعمق، لنعرف من خلالها، لماذا ابتعد الناخب المصري عن طبيعته التي تتميز بالاعتدال والمدنية، خلال المرحلتين الاولي والثانية، ولماذا عاد إليها، في الثالثة، وما الذي جعله يتصرف خلال مرحلتين سابقتين، بطريقة ما، عند التصويت، ثم لماذا إعتراف في الاستطلاع بأنه سوف يتصرف في الثالثة، بطريقة مختلفة تماماً.
ولو أن هذا الناخب الذي خضع للاستطلاع قد تأمل مسيرة الوفد، عبر تاريخه الممتد، لأكثر من 90 سنة، ولو أنه طالع ثوابت الوفد المنشورة أسفل يمين هذه الصفحة، فسوف يري أن الاعتدال والمدنية، هما الوفد، وأن الوفد بثوابته، هو الاعتدال والمدنية، وأن الناخب حين يصوت لمرشحي الوفد، في المرحلة الثالثة، فإنه، كناخب، يعود إلي بيته!