رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنان أبوالضياء تكتب: الملوك والرؤساء يتقدمون ترشيحات الأوسكار 2019

بوابة الوفد الإلكترونية

 المصرى «رامى مالك» ينافس نائب الرئيس الأمريكى «ديك تشينى»

يبدو أن السينما العالمية عادت إلى سابق عهدها بتقدميم أعمالًا تتجاوز فى ترشيحاتها للأوسكار العديد من الجوائز، وهذا يظهر جليًا وواضحًا فيما أعلنته أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة من ترشيحات الأوسكار لعام 2019

ويعد كل من   the favourite او roma  الاكثر ترشيحا في هذا العام بـ 10 ترشيحات فى فئات الأوسكار، وجاء من بعدهما astar is born و vice بـ8 ترشيحات، ويليهما Black Pantherبـ7 ترشيحات.

 

ومرشح لأحسن فيلم أجنبى فيلم نادين لا بكى كفر نحوم، الحرب الباردة البولندى، روما، سارقى المتاجر اليابانى، وفيلم لا تنظر بعيدًا من ألمانيا.

وفى الواقع أن فيلم The Favourite «المفضلة» يستحق تلك الترشيحات ويكفى أنه نقلنا بما قدمه من إبداع إلى عصر آن ستيوارت، الملكة التى حكمت إنجلترا مع بدايات القن الثامن عشر ولا عجب أن ينال يورجوس لانثيموس ترشيحه كأفضل مخرج، أوليفيا كولمان ترشيح أفضل ممثلة.

ويبدو أن برادلى كوبر بطل فيلم مولد نجمة يريد تحقيق ما لم يحصل عليه فى الجولدن جلوب مع فيلمه Astar is Born مع ليدى جاجا فى أول فيلم روائى طويل لها حيث تؤدى دور «آلى» العاملة بالبار التى تغنى أحيانًا ويكتشفها مغنى الروك ونجم موسيقى الريف، جاكسون ماين، الذى يلعب دوره ويخرج الفيلم بالكامل برادلى كوبر.. إننا أمام امرأة شابة موهوبة يتم اكتشافها من قبل فنان آخر ومع صعودها إلى الشهرة يبدأ هو دوره فى التلاشى، تفاصيل دقيقة لوقوع شخصيات مشهورة فى الحب والغيرة، إلى جانب إظهار العلاقة بين إدمان المخدرات والشهرة، وقالت ليدى جاجا عن هذا: «أعتقد أن الشهرة أمر غير طبيعى»، هناك بموضوعية تامة، هناك عدد قليل من الناس على هذا الكوكب الذين يستطيعون قول هذا وتأكيده كحقيقة مطلقة، كوبر يعيد الينا الحكاية القديمة التى شاهدناها فى ثلاث نسخ سابقة بالفحص والدراسة، ليؤكد على قسوة الوسط الموسيقى، والألم المخفى وراء مظهره الخارجى الذى يبدو مضيئًا وممتعاً، جاكسون يظهر فى حالة سُكر فى معظم الفيلم متناولًا الحبوب المخدرة لتخفيف ألم فقدان الشهرة فى مهنته، وكأن الإدمان والشهرة مترابطة بإحكام شديد لدرجة ان الاحتكاك بينهما يسبب خسائر حتمية، ويبقى فى النهاية ان الفيلم يعد بمثابة نظرة ذات معنى ليس عن بساطة تحقيق الشهرة ولكن الثمن الذى تدفعه لقاء هذه الشهرة، وليس فقط عن العلاقة بين المنتج والفنان التى دمرها الادمان ولكن كل الأشخاص الذين يتحملون نتيجة هذه العواقب وخاصة مع وجود ليدى جاجا نجمة البوب كبطلة للفيلم وطريقة سرد الأحداث المتوقعة مسبقاً.

أما فيلم روما المرشح لأوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية، المخرج المكسيكى الفونسوكوارون الذى أبهرنا من قبل بأفلامه هارى بوتر وسجين أزكابان «2004»، اطفال الرجال «2006» وفيلم جاذبية «2013» والذى حصل به على الأوسكار، والذى تنال معظم أعماله التقدير والاشادة من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، والذى فاز فيلمه «روما» بجائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية السينمائى الفيلم شخصى للغاية، لأن كوارون يروى ذكريات طفولته.

وأعطى المخرج المكسيكى عناية فائقة لكل تفصيل، احترم ذاكرته بل كان مخلصًا لها إذ إن كل شىء فى الفيلم بقى طبيعياً، فاعتمد فى التصوير طريقة منهجية موضوعية أعادتنا إلى الواقعية القديمة فى السينما، تفاصيل من ماضيه، الأثاث، البيت، الحى، كما لو ان المخرج يعيد بناء ذاكرته من خلال عناصرها المادية، ثم يحرك الكاميرا بسلاسة بينها، فيلم ننسى فيه الموسيقى، فنمشى على ايقاع الحياة والذكرى، بفيض من الواقعية.

وكما هو متوقع دخل سباق الأوسكار فى فئة افضل فيلم أجنبى أيضًا فيلم النائب «Vice» أحد أفلام السيرة الذاتية والدراما الكوميدية من تأليف واخراج آدم مكاى يدرك بكل يقين أن ديك تشينى كان يقود ادارة الرئيس السابق جورج بوش، وانه حقًا أقوي نائب رئيس فى التاريخ ويمكن تلخيص الرؤية السياسية للفيلم بالاشارة إلى أن «تشينى» كان يعطى المشورة وبوش يتخذ القرارات. لذلك لم يكن غريبًا أن «تشينى» أقدم على الاستقالة «3» مرات قبل انتخابات 2004، لكن بوش رفض ذلك، وستعرف السبب الرئيسى فى فشل السياسة الأمريكية بسوريا وكوريا الشمالية وعملية السلام فى الشرق الأوسط، وستتأكد أن كل ذلك ربما يرجع لعشق تشينى للحفاظ على التفوق العسكرى الأمريكى، من خلال رؤيته هو وستكتشف ان مثلية ابنته مارى هى السبب وراء رفضه للتعديلات الدستورية التى تمنع زواج الشواذ جنسياً، ودفاعه لإلغاء سياسة «لا تسأل لا تخبر» التى تشير إلى القيود المفروضة على الجنود الأمريكيين الشاذين جنسيًا خلال الخدمة أما الأخطر فى هذ العمل أنك ستتأكد انه إنسان لم يعترف أبدًا بالخطأ فى حرب العراق، وستعيش تفاصيل تواجده فى الحكومة الأمريكية منذ أواخر 1960 حتى أوائل 1990، وانتقاله من السلطة التنفيذية لمجس النواب ليعود الي السلطة التنفيذية لاحقاً، فمنذ عهده كرئيس لموظفى البيت الأبيض للرئيس الأمريكى الأسبق جيرالد فورد حتى أيامه كوزير للدفاع لبوش الأب، كان يحاول الظهور بشكل ذكى، لذلك عندما اختاره بوش ليكون نائبًا له رأى جميع زملائه أن «تشينى» رجل يلتزم بكلمته، وستعرف من «Vice» ان تشينى كان من المؤيدين لتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، بسبب ما يتردد عن نفوذه القوى فى البيت الأبيض، وفى الواقع أن آدم مكاى استفاد كثيرا عند كتابة واخراج الفيلم من كتاب «القوة الاستثنائية: لماذا يحتاج العالم إلى امريكا قوية» أو مذكرات «فى زمنى» لديك تشينى.

وكان جميلا تضمن الترشيحات صاحب الأوسكار البولندى بافيل بافليكوفسكى الذى يعود ليبهرنا بإبداعه فى «حرب باردة» المرشح لأوسكار افضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية، والذى يعد من أجمل الأفلام العالمية بعد ما أبهرنا كثيرًا بفيلمه «إيدا» الذى فاز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبى «2014» وسبق له أيضًا الفوز بجائزتى البافاتا عن فيلميه «الملاذ الأخير» وMy Summer Of Love، وللأفلام الوثائقية مكانة فى حياته الفنية التى أمدته بشهرة مبكرة مثل

فيلمى «من موسكو إلى بيتوشكى» و«رحلة مع زيرنفسكى» أهمية كبرى فى حياته الفنية ويرى النقاد انهما خطوة هامة فى حياته الفنية، ولا يقلان أهمية عن افلامه الروائية المبكرة مثل «رحلات دستويفسكى» و«ملاحم صربية» يعود المخرج البولندى بافيل بافليكوفسك بفيلم «حرب باردة» الذى فاز بجائزة أفضل مخرج فى مهرجان كان بإنتاج بولندى فرنسى بريطانى مشترك من بطولة النجمة يوانا كوليج، قد يبدو أننا هنا نتطرق إلى قصة حب جمعت بين رجل وفتاة فى بولندا الشيوعية، فزمن حكاية الفيلم تبدأ من نهاية الأربعينيات فى 1949 حتى منتصف الستينيات ولكنها تجربة تتناول ما تفعله الحروب بداخلنا وما يحدث عندما تفقد حريتك الشخصية تفقد دون أن تشعر بإنسانيتك الحقيقية، بالطبع يتطرق المخرج فى عمله للحب تحت وطأة الحكم القمعى، فهذا المايسترو الذى ذهب إلى القرى البولندية محاولًا جمع التراث البولندى من الأغانى الشعبية باللهجة المحلية ليصنع حالة خاصة من الإبداع الفطرى، استلهم بافليكوفسكى الفيلم من قصة والديه «وأهداه لهما»، ووصفهما بأنهما: «من أكثر الشخصيات التى قابلتها فى حياتى إثارة وروعة.. كلاهما قوى وعظيم، ولكن وجودهما معًا يمثل كارثة أزلية»، ومع أن بطلى الفيلم العاشقين فيكتور وزولا يحملان نفس اسمى والدى مخرج الفيلم وسماتهما الشخصية، إلا أن قصة كل منهما من وحى الخيال ورمزية، فتأخذنا من ريف بولندا إلى شوارع برلين الشرقية، ومن باريس إلى يوغوسلافيا، وتعرج على «15 سنة» من الاضطرابات لتعبر بذلك حدودًا موسيقية وجغرافية وسياسية وأخيرًا وجودية يعتمد بافليكوفسكى على مستويات متعددة للمجال من خلال التوظيف الذكى والمعبر لكل ما هو خارج المجال، ومن خلال النزعة إلى الاقتصاد والاعتماد على الحد الأدنى، وهى من أهم السمات المميزة لأسلوبه الذى بدأ يتشكل وتترسخ ملامحه مع فيلم «Ida»، ومن بعده فيلمه الأحدث Cold War، وكما كان متوقعًا أيضًا ينافس أيضًا احد المرشحين لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم ناطق بغير الانجليزية.

ولأول مرة فى تاريخ أكاديمية الاوسكار، يترشح فيلم مأخوذ عن القصص المصورة فى فئة أفضل فيلم، فقد وقع الاختيار على فيلم «Black Panther» ليكون من بين الـ8 أفلام التى تنافس على الجائز الكبرى، بمزيج من الخيال الذى لا يعرف حدودا، والإبهار المعتمد على ما تقدمه التكنولوجيا لعالم السينما وبتوليفة تستثمر نجاح شخصيات الكوميكس بين الجمهور، وبهدف سياسى يمكن استنباطه من اختيار مكان الأحداث تمكن فيلم Black Panther لـريان كوجلر من تحطيم رقم قياسي بعد تعدى ايراداته المليار دولار عالمياً، وهو عمل مأخوذ عن القصص المصورة التى تنتهجها شركة مارفل وحاصل على «3» ترشيحات لجائزة جولدن جلوب من بينها أفضل فيلم درامى، إلى جانب انه مثير ضجة حول العالم ليس فقط لتحطيمه الأرقام القياسية لإيرادات الشباك ولكن لكونه تحديًا للقوالب عن الأفارقة والنساء، مع وجود المنحنى الملحمى فيه المقرون بالإنسانيات، والعادات والتقاليد والإبهار التقنى.. النمر الأسود شخصية بطل خارق خيالية فى القصص المصورة الأمريكية ابتكرها الكاتب ستان لى وجاك كيربى «جاك كيربى فنان كتب هزلية أمريكى كاتب ومحرر اعتبره المؤرخون والمعجبون واحدًا من كبار المبدعين والأكثر تأثيرًا فى تأليف الكتب الهزلية لتظهر شخصية النمر الأسود لأول مرة فى يوليو 1966» حيث تعتبر أول شخصية لبطل خارق من العرق الأسود.

وها هو الفرعون المصرى رامى مالك يؤكد تفوقه بالترشح لنيل أوسكار أفضل ممثل عن فيلم Bohemian Rhapsody وخاصة أن رامى مالك هو الشخص الأكثر أهمية فى الفيلم، هو الذى يبدد جميع المخاوف المتعلقة بمن يصلح لأداء دور فريدى، هزم الرجل كل من راهن على فشله وعلى تقديمه أداء سخيفاً، تلبس فريدى بدنيًا وأتقن لغة جسده ولقد ظل مالك مقنعًا فى كل لحظة من لحظات الفيلم، وخاصة فى أبرز مشاهده خلال الحفلة: دخوله تقديمه الأغانى، طريقة خروجه، رقصة، وايماءاته، كل ذلك جعل المشهد تجربة حية حقيقية حركته تمامًا كما شعل فريدى ميركورى يومًا الجماهير فى ويمبلى.