رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تكفير رجب طيب اردوغان

لم تكن مجرد مزحة أو نكتة، فقد طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جماعة الإخوان بحق الملكية الفكرية لتشابه اسم حزبهم الجديد مع اسم حزب التنمية والعدالة الذي يترأسه،

فهذا التشابه دليل على حالة التماهي التي روج لها الإخوان والتيارات الدينية للنموذج التركي في مصر، ولذلك كانت صدمتهم عنيفة من تصريحات الرجل، أفقدتهم التوازن ونزعت منهم سلاحهم في ترويج شكل الدولة التي يريدونها في مصر، بل ونزع منهم سلاح التكفير الجبار الذي يستخدمونه ضد خصومهم السياسيين، الذين يريدون بناء دولة المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات.

فالرجل أعاد الاعتبار للعلمانية وقال بوضوح حاسم، وهو السياسي المسلم، أنها لا تعني دولة لا دينية، ولكنها تعني دولة تحمي كل العقائد والأديان، وتكفل الحرية الدينية لكل المواطنين، ومن ثم فلا تعارض بينها وبين الإسلام.

ارتبك الإخوان وأنصار الدولة الدينية، فهاجموا اردوغان ونموذجه السياسي، ونحمد الله أنهم لم يكفروه. وهم الذين حشدوا الناس للهتاف له، بل وحشدوا من يطالب اردغان بإعادة

دولة الخلافة العثمانية التي كانت تحتل مصر. فمنهم من قال أن لكل دولة خصوصية، ومنهم من قال إن العلمانية لها مئات التفسيرات، ومنهم من تجرأ واعتبر رأي اردوغان تدخل في الشأن المصري الداخلي.. الخ.

وهذا ليس فقط ارتباك، ولكنه كشف لطبيعة الدولة التي يريدها أنصار الدولة الدينية،فالقائمون عليها يعتقدون أن دورهم ليس أدارة الدولة بناء على برنامج سياسي، ومن ثم تحقيق العدل والحرية كما طرح اردوغان. ولكنهم يريدون دولة يسيطرون عليها بالحديد والنار مستندين إلى أنهم وكلاء الله جل علاه على الأرض، والدور الموكول لهم هو إجبار المواطن على دخول الجنة التي يتصورونها.

إنها الدولة الأشد استبداداً وديكتاتورية.