رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحرية للدلافين

نعم الحرية للدلافين، فقد كان هذا هو الشعار الذي ردده المتظاهرون أمام ملاهي الدلافين في مدينة ريمني الإيطالية. كانوا غاضبين من سجن حيوانات دون إرادتها واستغلالها في إسعاد" قساة القلوب"، وكانوا يحثون الأسر والأطفال الداخلة لمشاهدة هذه الحيوانات المسكينة أنهم يرتكبون فعلاً غير إنساني.

 

المتظاهرون بدؤوا برافع اليافطات، واستخدموا مولد الكهرباء الذي احضروه معهم لعرض أفلام قصيرة عن هذه الحيوانات الجميلة. و رفعوا اليافطات، ثم بدأت  واحدة منهن استخدام مكبر الصوت لتشرح للناس، وأخرين كانوا يوزعون منشورات بذات المعني. وبعد قليل استخدموا الصافرات بشكل جماعي.

في أثناء التظاهرة التي كان عددها لا يتجاوز الثلاثين، حاول الاقتراب منهم واحداً من الذين يعملون في ملاهي الدلافين المائية، وربما مالكه، هنا بالضبط تدخل رجال الشرطة وأبعدوه واستمرت المظاهرة إلى ما شاء الله.

هذه التظاهرة وقعت في أثناء فعاليات أكبر مؤتمر "meeting remime "وهو أكبر تجمع سنوي ثقافي كاثوليكي في أوروبا، وتحضره شخصيات كبرى من مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك لم يتم مع "عشان سمعة إيطاليا" ، بل وتم حمايتها من قبل جنود جيش مخصصين لتأمين المؤتمر، وليس فقط جنود الشرطة.

هذه المجتمعات التي تقدس الحريات الفردية والعامة،وتحول حرية الرأي والتعبير والتنظيم إلى متعة لمواطنيها،  لا تسعى فقط لاحترام  حقوق الإنسان، ولكنها تسعى لحماية حقوق الحيوان أيضاً، لذلك فهذه التظاهرة ليست تعبير عن تفاهة" ناس فاضيه"، ولكن عن قيم عامة تنطبق على كل الأحياء وكل الكائنات، وأتصور أن هذه درجة رفيعة من الرقي الإنساني.  

الأمر الثاني أن هذه مجتمعات يستطيع فيها من يشاء أن يحتج على ما يشاد دون أن يستأذن أحدأً، ودون أن يمنعه من يتصور أن هناك  أموراً أهم، ففي البلاد الديمقراطية لا تفاوض على الحقوق .. لماذا؟

لأنها حقوق وغير قابلة للانتهاك من قبل أي شخص أو مؤسسة وتحت أي حجة، بل ويتم معاقبة من ينتهكه، مهما علا قدره، ومهما تلفح بشعارات سياسية أو دينية.