رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أريد الجنة

لا اقصد بالطبع جنة الله سبحانه وتعالى، ولكني اقصد الجنة التي تعدنا بها بعض التيارات السياسية، وخاصة الدينية، فهم يتصورون أن دورهم لو وصلوا إلى الحكم أن يدخلوا المصريين "غصب عنهم" إلى ما يعتقدون أنه الجنة، وهذه ليست مهمة التيارات الدينية ولا غيرها.

 

وإذا مددت الخط على استقامته، فسوف تجد هذا منطق معظم التيارات السياسية، ومنطق المجلس العسكري الذي يتصور قادته أنهم " يعرفون مصلحتنا أحسن مننا"، ولذلك يعطون لأنفسهم الحق في أن يفعلوا أي شيئ حتى لو كان انتهاك حقوقنا، وهذا هو منطق كل الطغاة.

التيارات الدينية ستكون اشد استبداداً، لأنها تستند إلى ما تتصور أنه كلام الله جل علاه، وهي وكيله على الأرض، وبالتالي فهي لا تريد  تحقيق إرادة الشعب كما يزعمون، ولكنها تريد تحقيق ما تتصور أنه إرادة الله جل علاه، ومن ثم فالشعب هنا ليس له إرادة، ولكنه

أداة لتحقيق ما يتصورون أنه إرادة الله جل علاه، ولذلك مجبر "غصب عنه" على أن يدخل الجنة التي يرسمونها له، ومن يخالف هذا التصور سيكون كافراً وزنديقاً ولابد من إعدامه. 

الجنة ليست دور أي تيار سياسي  أياً كان، وليست دور أي قوة حتى لو كانت تستند إلى مرجعية دينية، فالقوى السياسية والحكومات ليس  دورها ادارة الحياة الشخصية للمواطنين، ولكن دورها  الوحيد هو إدارة الدولة لتنفيذ برنامج سياسي على الأرض، وليس في السماء بعد الموت.

لذلك لا أريد جنتهم  التي يعدوننا بها، ولكني، وأظن أن مثلي كثيرون، نريد العدل والحرية.