عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تدريبات على التعايش

بسبب ظروف خاصة اكتب هذه المقالة صباح الجمعة، ولا يمكنني التكهن بما سيحدث في ميادين التحرير والأربعين والقائد إبراهيم وغيرهم. فكل الاحتمالات مفتوحة، بما فيها استخدام العنف بين فرقاء السياسة وشركاء الوطن. فالأجواء متوترة، وكل الأطراف وخاصة أنصار التيار الديني بتنويعاته وخاصة السلفية لديهم رغبة شديدة لتأكيد حضورهم، بل وحسم من له الغلبة الشعبية، ومن ثم لديه القدرة على حشد الملايين.

لكن في كل الأحوال، وحتى لو حدث الأسوأ لا قدر الله، وحدثت احتكاكات وصدامات، فالمكسب الرئيسي في تقديري هو ما يلي:

1- أولاً أن هذا تدريب للجميع، بما فيهم الذين لم يشاركوا في الميادين، إنها سنة أولى ديمقراطية، فالاستبداد الطويل الذي عانت منه بلدنا، جعلنا جميعاً نشبه، بدرجات متفاوتة ، من قمعونا، بل وفي أحيان كثيرة نصبح اشد استبداداً منهم.

2- لذلك تتصور كثير من القوى السياسية، بل وقطاعات  في المجتمع، أن ما يحدث في مصر ليس تحولاً للديمقراطية والحرية، ولكنه نقل ملكية البلد، من النظام السابق إلى غيرها، أي نستبدل مستبداً واضحاً، بمستبد يختفي وراء شعارات سياسية أو دينية براقة.

3- والفارق ضخم بين الأمرين، فنقل ملكية البلد سيدخلنا في صراعات لا أول لها ولا أخر. والأهم أنه لن يفلح أحدأً في حسمه حتى لو تصور أن وراءه الملايين. ولو كان هذا التصور

صحيحاً لبقى نظام مبارك إلى الأبد، فقد كان معه الشرطة والجيش وقطاع من المصريين، وسنوات طويلة  من غسيل الأدمغة .. الخ. ومع ذلك سقط، ومن يريد نقل ملكية البلد لنفسه سوف يصل إلى ذات المصير حتماً، أياً كانت الأيديولوجيا التي يعتنقها، دينية أو غير دينية.

4- لذلك لا حل سوى التعايش بين كل المصريين،وتجربة ميدان التحرير وغيره من الميادين , هو تدريب على هذا التعايش السلمي الديمقراطي. قد نفشل فيه لا قدر الله، ولكن حتى لو حدث، فسوف نجرب مرة ثانية وثالثة.

5- كل البلاد  التي سبقتنا في بناء الحرية والديمقراطية خاضت ذات التجارب المريرة، واكتشفت ما هو معروف وهو أنه ليس هناك حل سوى التعايش بين الاختلافات والتناقضات، وبين أغلبية اليوم والأقلية الآن، سوى بإيجاد طريقة سلمية لادارتها، وهذا ما سوف نصل له حتماً حتى لو كان الثمن غالياً.