رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا لا يعدل مرسي كامب ديفيد؟

فقد اصبح المناخ مواتياً، بل ويمكننا القول أن لدينا فرصة ذهبية. ولكن قبل الاستطراد، لابد من الاشارة الى أنني كنت وما زلت معارضاً لاتفاقية كامب ديفيد منذ توقيعها. ليس لأنني اريد الحرب ضد اسرائيل، ولكن لأنها تتضمن شروطاً مجحفة، تضر الأمن القومي لمصر وتنتقص من سيادتنا الوطنية على ارضنا.

وكنت لسنوات طويلة من الذين يلعنون الرئيس السادات رحمه الله بسبب هذه الاتفاقية. ولكني ادركت أن الرجل حصل على اقصى ما يمكن الحصول عليه وقتها، في ظل توازنات قوى اقليمية ودولية  وعسكرية  صعب ويصب لصالح اسرائيل. ولذلك فما فعله لابد من الاشاده به، أي تحرير كامل التراب الوطني، وهو ما فشل فيه نظام الأسد في سوريا.
هذا ينقلنا الى ضرورة تغيير البنود المجحفة في هذه الاتفاقية، وهذا بالمناسبة كانت هذه مطالبات الكثير من القوى السياسية ومنها جماعة الإخوان السرية، اذا استبعدنا شطط البعض بضرورة محاربة اسرائيل، ولذلك لابد من أن نأخذ في الأعتبار ما يلي:
1- توازنات القوى الاقليمية بالمعنى السياس تغيرت بعد الثورات العربية، ووصول رئيس منتخب، حتى لو باغلبية محدودة، الى القصر الرئاسي. وهذا يلزمه امام اسرائيل والغرب بأن يستجيب لرغبة الرأي ولكثير من القوى السياسية، فهو لا يستطيع مثل الدول الديمقراطية أن يتجاهل كل ذلك. 
2- الأمر لا علاقة له بالخطاب الغوغائي الذي يلمح للحرب ضد اسرائيل، ولا للعداء المطلق لها، فالذي يحكم ما نناقشه هو المصالح لا أكثر وا أقل. وسيفعل الإخوان ذلك، فلعل القارئ الكريم يتذكر مطالباتهم المتكررة ايام مبارك

بطرد السفير الإسرائيلي والسفيرة الأمريكية، وتصويرهما بأنهم رجس من عمل الشيطان. وانت تراهم الآن يرحبون بكل رجال الإدارة الأمريكية ولم يطلبوا قطع العلاقات مع اسرائيل أو الغرب الذي " يكره الإسلام والمسلمين".
3- هناك مصلحة كبرى الآن لاسرائيل وللادارة الأمريكية وعموم الغرب في أن تفرض الدولة المصرية كامل سيادتها على ارضها، فليس من مصلحتهم تحويل سيناء، مثلما كانت افغانستان، الى مفرخة لجماعات ارهابية مسلحة.
4- بدون شك أن سيادتنا الوطنية على التراب المصري مصلحة عليا من الصعب الخلاف حولها، ولكنها تستلزم من مرسي وجماعته السرية التضحية قليلاً بتعاطفهم الدائم مع الافكار الارهابية ومقاومتها ، بل والتبرئ منها، فقبل الثورة كان الصمت عن الجماعات الإرهابية المسلحة مصلحة سياسية للإخوان، لأنها كانت تهدم نظام مبارك، وهذا قصر نظر.  ولكنها الآن تهدد  الإخوان والدولة المصرية. وثانياً لابد لمرسي وجماعته السرية ان يضحوا بغرامهم الأيديولوجي بحماس، من اجل وقفها عن تصدير الجماعات الإرهابية المسلحة الينا.
فهل يفعلها مرسي وجماعته السرية؟
لا أظن وان كنت اتمنى .