رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رفقاً ..رفقاً بطلاب الثانوية العامة

الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم أصدر يوم الخميس الماضى (13 يونيو ) قراراً غريباً ينم عن غلظة وقسوة على أبنائنا الطلاب  الذين يؤدون إمتحانات (شهادة الثانوية العامة ) هذه الايام ..  يقضى بأن يكون (داخل كل لجنة) من  لجان الإمتحان , (أربعة ملاحظين) ,

بدلاً مما هو معتاد على مر السنين من وجود ملاحظين أثنين فقط  داخل كل لجنة , لكنه رفع العدد إلى  أربعة معلمين يراقبون الطلاب على مدار ساعات الإمتحان  ..واللجنة  هى الغرفة المخصصة لمجموعة من الطلاب يؤدون فيها الإمتحانات , بحيث  لايزيد العدد  بالغرفة أو اللجنة عن  20 طالبا , وقد يكون العدد  أقل .. طالبين أو ثلاثة فى بعض الحالات ,و هناك أثنين من قدامى المعلمين , يكونون مراقبين بكل دور( مجموعة من اللجان أو الغرف) , يراقبون الملاحظين و اللجان , بالمرور الدائم عليها ,وهم يملكون صلاحيات أوسع  للتعامل مع أى موقف طارئ .
  الوزير يغلف  قراره , بأنه يريد منع الغش .. لكنه يغتال مستقبل أبنائنا ويدمر احلامهم بمثل هذا القرار الأحمق , وحتى لايساء الفهم فإننى أعنى ب(حماقة القرار )  عدم الوعى بأبعاده التربوية وتأثيراتة النفسية ونتائجه الكارثية على الطالب المؤدى للإمتحان .
قرار الوزير عليه مجموعة ملاحظات نختزلها فيما هو آت :
1 – أن قرار الوزير بزيادة عدد الملاحظين إلى أربعة داخل غرفة الإمتحان الواحدة , هو أمر يربك الطلاب ويزيدهم توتراً وقلقاً على( ماهم فيه أصلا من توترات ), وينال بشدة  من قدرتهم على تأدية الإمتحان والإجابة على الأسئلة بشكل سليم ,وفى جو نفسى آمن, إذ تكفى حركة وهمهمات الملاحظين الأربعة ونظراتهم ولفتاتهم لتوتير الطلاب خاصة إذا كان عددا قليلاً باللجنة , خاصة أننا نتحدث عن غرف محدودة المساحة , كما أن القرار يفاجأهم فى هذا التوقيت العصيب ,ويوصمهم  بأنهم (غشاشين) فاقدى الضمائر والقيم والاخلاق .
2 -  أن الوزير وهو عميد سابق لكلية التربية بجامعة قناة السويس , بدا فى قراره هذا وكأنه  لم يعرف شيئا عن (علوم التربية والنفس) التى أمضى حياتة العلمية متخصصاً فيها ..  إذ أن أوليات ومبادئ هذه العلوم عند إنزالها على حالة أبنائنا طلاب الثانوية العامة أثناء الإمتحانات ,  ودونما تعمق أكاديمى أودخول فى تفصيلات ..فإن الخلاصة هى أن  أبنائنا يكونون فى حالة نفسية متوترة جداً , وجو عام مشحون بالإنفعالات والضغوط النفسية , نتيجة خشية الطالب من النسيان أثناء (الإمتحان) , أوصعوبة الأسئلة ,أو تحقيق نتيجة غير مرضية , لاتلبى طموحه الشخصى , وخشيتة من لوم الأهل والمجتمع حال فشله فى النجاح أو التفوق ,وغير ذلك الكثير من المشاعر الكفيلة بإرباك أى طالب , والنيل من ثباته وثقتة بنفسه ,بما ينعكس إجمالاً على إجاباتة , وهذه التوترات كلها ,هى المفسرة لكون كثير من الطلاب يحصلون على درجات تقل عن مستواهم التحصيلى والعلمى الحقيقى .. فإن كان الوزير يعرف أمر هذه الحالة , ولابد أنه يعرف بالتأكيد .. ثم أصدر قراره هذا بوجود أربعة ملاحظين   , فإنها تكون كارثة ومصيبة تفوق جهل الزير بهذه المشاعر , وهو جهل ننزه الزير عنه بحكم تخصصه الأكاديمى  .
3- هذه االمشاعر والضغوطات المشار إليها و التى تمسك بعقل وقلب ونفسية الطالب , بالتوازى يجتهد لمراجعة المواد الدراسية والإلمام بها, والتيقن من

تحصيلها .. ومن هنا  نجد كثيراً من اولياء الأمور وبالفطرة وربما لايكونون على اى درجة من العلم او الثقافة , يهتمون بأبنائهم فى هذا التوقيت ويمنحونهم جرعات إضافية تلقائية من الحنان الأبوى , ويصحب  بعض الآباء أبنائهم إلى لجان الإمتحان, لتهدئة مخاوفهم ,وتشجيعا لهم , بل وينتظرونهم أمام اللجان والقصد من كل هذا هو إزالة التوتر من نفوس الأبناء أو على الأقل تخفيفه.
4- أظن أن الدافع الشكلى الذى يتخذه الوزير ويغلف به قراره , هو  إرادتة أو رغبتة  أن يمنع الغش , وتأكيداً ليس لدينا ولا غيرنا , إعتراض على هذا الهدف الجميل .. لكن منع الغش شئ , وتخوين الطلاب والمعلمين جميعا, هى مسألة اخرى تماماً , فإذا كان الطلاب ومعلميهم على هذا الحال الذى يفترضه الوزير , فلن يغير قراره شيئا إن كانوا ملاحظين أثنين أو أربعة أو حتى ثمانية داخل اللجنة ..كما أن  القرار ينطوى على نزعة إنتقامية تتحلى بها جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الوزير أو يحبها أو يعمل من اجلها , ويبدو منه أن الوزير يريد النيل من مستقبل أبنائنا وقتل طموحاتهم , كى تهبط درجاتهم , ومن ثم يتم إقصاء كثيرين عن آمالهم بالإلتحاق  بالكليات التى يطمحون إليها , وهذا الذى أدعيه ..يؤكده أن الوزير أعترف قبل أيام أنه يبحث تغيير نظام إمتحانات الثانوية العامة , وإلغاء مكتب التنسيق وإن لم يقل ذلك صراحة , ليحل محله إختبارات قدرات وأشياء من هذا القبيل تكون هى سبيل أبنائنا إلى كليات الجامعة ,بما يفتح الباب واسعا لغربلة الطلاب , وإقصاء المتفوقين وأبناء الطبقات الفقيرة منهم ,  وتوسيع الفرص للإخوان الذين يملكون الوساطات فى هذا الزمن الإخوانى الردئ والذى نسأل الله منه الخلاص حالاً .
رفقاً رفقاً .. أقولها للوزير الدكتور إبراهيم غنيم  داعياً إياه أن يترفق بأبنائنا ومستقبلهم , وأن  يتذكر أنه من علماء التربية والنفس , إن كان قد خاصم هذه العلوم  مع إنشغاله بالسلطة والأخونة , وليته يسارع بالرجوع عن قراره قبل فوات الآوان .. وهو إن فعل ..فله منا كل  التحية والتقدير , والإحترام على (شجاعة الرجوع للحق) وهى فضيلة  .
( كاتب وصحفى)
[email protected]