رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كُفار مكة والفتح الإخوانى لمصر

المحامى القيادى بجماعة "الإخوان المسلمين" صبحى صالح وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب , الذى سبق للمجلس العسكرى إختياره عقب قيام ثورة يناير عضوا ب"لجنة التعديلات الدستورية" برئاسة  الفقية  "الإخوانى الهوى" , المستشار طارق البشرى , والتى اختارت الإنتخابات

أولا قبل الدستور, وأدخلت  البلاد فى تلك الدوامة التى لا يبدو لها من نهاية آمنة ..هذا المحامى  صالح وقف  يوم الجمعة الماضى ( 13 إبريل) ,"خطيباً" أمام عدة آلاف  من أعضاء جماعتة وأنصارها , كانوا "متجمهرين" فى مواجهة  مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالأسكندرية , كى تفرض "الجماعة" على المجتمع  قانون "عزل عمر سليمان وأحمد شفيق" الذي تم تمريره بمجلس الشعب فى أقل من 48 ساعة , لصالح مرشحهم خيرت الشاطر, أو بديله الدكتور محمد مرسى , وإرهابا من الجماعة للمجلس العسكرى , لإرغامه على إصدار القانون , إمتثالاً للإخوان , كى يستولون على كل السلطات بمصر , وإقصاءً للغير, فى دولة الخلافة الإسلامية التى يحلم مرشدهم الأعلى بها , وأن تكون مصر هى النواة والعاصمة , ويكون المرشد الدكتور محمد بديع هو سلطان المسلمين , ويتوارثها أبنائه من بعده ,  أو هكذا دارت خمر السلطة وشهواتها برأس المرشد والمبايعين له.
هؤلاء الآلاف الذين جاءت بهم الجماعة إستعراضا للعضلات , والقوة ,  ليكون "قانون عمر سليمان" سابقة تتعامل بها الجماعة فى تفصيل القوانين لإقصاء الآخرين , وتصعيد أعضائها والموالين لها إلى مراكز السلطة والقرار أينما كانت   , يؤكد ذلك أن الجماعة منذ تملكت الأكثرية بمجلس الشعب , وسار معها  "السلفيين" , إن تحالفاً أو تبعية , ليكونوا معاً "الأغلبية البرلمانية" , فإن تلك الأغلبية الإسلامية لم تفعل أو تقدم شيئاً ذا بال , اللهم إلا العملية الفاشلة لإختطاف لجنة المائة لكتابة الدستور, بطريقة مستفزة , لسرقة ومصادرة مستقبل البلاد لصالح الجماعة وأميرها أو مرشدها , فلم تقدم الجماعة أى حلول لمشكلات الفقر والبطالة وغلاء الأسعاروالعنوسة والمشكلات الكبرى التى يعانى منها الشعب , وعلى رأسها "الأمن" , وكل ما سعت إليه "الجماعة" , هو إستغلال هذه المشكلات وغيرها , لمحاولة إسقاط حكومة الدكتور كمال الجنزورى , وتشكيل الحكومة بمعرفة حزبهم "الحرية والعدالة"  دون سند من الإعلان الدستورى , وكذلك تطويع المشكلة الأمنية لتكون مطية , يمارسون من خلالها أعمال "الإنتقام" من وزارة الداخلية وكسرها أو السيطرة عليها , تحت مسمى "الهيكلة" , حيث تعنى هذه "الهيكلة" فى مفهومهم ,إقصاء من ليس معهم من قيادات وزارة الداخلية ,وضباط الشرطة ,وإحلال الموالين محلهم , ومعلوم أنهم طالبوا ب"كوتة إخوانية" بكلية الشرطة , بأن يتم تخصيص عدد من المقبولين لأعضاء الجماعة , تمييزا لهم وإستثناءاً , بل وصل الأمر أن ترزية الجماعة , قاموا بإعداد مشروع قانون يجعل جهاز الأمن الوطنى خاضع لإشراف مجلس الشعب (!!!!) , ومشروع آخر للسيطرة على الجهاز المركزى للمحاسبات , بأن تتولى اللجنة العامة بالمجلس إختيار رئيس جهاز المحاسبات وكبار المسؤلين به , من بين "الشخصيات العامة" , التى من المؤكد أنها ستكون شخصيات إخوانية , من أعضاء مجلس الشعب أو غيرهم , ويضرب هذا المشروع عرض الحائط , بقواعد الترقى الوظيفى داخل "الجهاز"العتيد , ويتجاهل   أنه ملئ بالكفاءات , وكل هذه  المساعى والمشروعات بقوانين , لم يكن الحزب الوطنى فى عنفوان مجده ليجرؤ على الجهر بها او الأقدام عليها بهذا السفور والتبجح .         
وعودة إلى المحامى الإخوانى صبحى صالح وخطبته التى ألقاها على مسامع المحتشدين وقادة المنطقة العسكرية الشمالية بالأسكندرية , وهى خطبة أوردتها "بوابة الأهرام الإليكترونية   , إذ نسبت البوابة ألى صالح أنه قال نصاً بأن            "أعضاء المجلس العسكري هم  مثل كُفار مكة ، بل أنكى وأشد سبيلا. . لقد قلنا لهم إننا سنعاملكم بأخلاق الإسلام، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام للكفار في مكة، حينما دخلها فاتحا وسأله الكفار ماذا أنت فاعل بنا؟ فرد عليهم قائلا: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" , وتابع صالح مخاطباً اعضاء العسكرى : لقد قلنا لكم .. سنعاملكم بأخلاق الإسلام، لكن اتضح أنكم أشد وأنكى سبيلا من كفار قريش الذين فهموا واستوعبوا وقالوا

للرسول: أخ كريم وابن اخ كريم, لكن هؤلاء لم يفهموا ولم يعتبروا".
والمتأمل لكلمات صالح وهو من المتحدثين بأسم الجماعة يدرك ان كلامه مُكمل ومُتمم لكلام المرشد عن الخلافة الإسلامية , فى تصريحاته التى أدلى  بها نهاية ديسمبر الماضى , بعد إعلان نتائج الفرز للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب , والتى بشرنا المرشد فيها , بأنها باتت قريبة بعد ثورات الربيع العربى .. على أن السؤال الذى يفرض نفسه مع كلام الإخوانى صبحى صالح.. إذا كان الرسول صلوات الله عليه وسلامه , قد دخل مكة فاتحاً , فهل يعنى ذلك أن الأخوان قد أتموا فتح مصر؟!!.. وهل يقصد بأن اعضاء العسكرى هم أشد وأنكى من كفار مكة , أن مرشدهم "فاتح مصر" ينتظر من "أعضاء العسكرى" أن يسارعوا بالمثول بين يديه طالبين وراجين  العفو والسماح والغفران ؟!.. وإذا كان الإخوان لم يبادروا أصلا بالمشاركة فى الثورة وجاءوا إليها متأخرين لتحصيل الغنائم , ثم أنهم فشلوا حتى الآن فى عملية  فتح مصر , إذ أن القضاء الإدارى بالحُكم الذى أصدره بوقف تنفيذ قرار تشكيل الجمعية التاسيسية , قد حرر الجمعية المخطوفة من الأسر الإخوانى السلفى , كما أن تمسُك "العسكرى"  بالجنزورى وحكومته , ضرب أحلام المرشد وجماعته  بتشكيل الحكومة , وجاء إستبعاد الشاطر من السباق الرئاسى , كما لو كان دُشاً بارداً لإفاقة الإخوان من أوهام الرئاسة والخلافة والفتح , أوالسيطرة على مصر , وجعلها عاصمة للخلافة .. فإذا كان هذا هو حال الفشل الإخوانى حتى الآن .. فلماذا يتوهم "صالح" أنهم فاتحين؟, ولماذا يستحضر  مشاهد فتح مكة؟ ولماذا يريد من أعضاء العسكرى أن يطلبوا العفو والغفران من مرشدهم أو نبيهم المنتظر؟.. طالما  أن جماعتة لم تتم فتح مصر؟
على أن الموقف لا يحتمل ترف الشماته فى العسكرى , الذى أعطى الأخوان أكثر مما يجب , وأختار صالح هذا عضوا بلجنة البشرى للتعديلات الدستورية , صاحبة المادتين 28 ,التى تحص قرارات لجنة الإنتخابات الرئاسية , والمادة 60 بتشكيل لجنة المئة لكتابة الدستور, وهى التعديلات التى جرى الإستفتاء عليها يوم 19 مارس من العام الماضى , وحازت الموافقة الشعبية بجهود الإخوان والسلفيين التى أعتبروها غزوة الصناديق .
  هذا كله لا ينسينا الإشارة إلى "الرسالة"  التى يبعث بها "الإخوان" إلى الجميع عبر خُطبة محاميهم صبحى صالح , ألا وهى "تكفير" كل خارج أو مرتد عن طاعتهم , أو غير خاضع لهم ,ومخالف لهم فى الرأى , أو ليس معهم , وهى بلا  شك رسالة "شديدة الخطورة" ,ولا تبشر بالخير إذا تولى الإخوان أمر مصر أو قامت دولتهم للخلافة التى يسعون إليها, ندعو الله أن يهديهم ويحررهم من شهوات الدنيا السلطوية.  [email protected]