رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصير ومحطة ضمير

ادعو الجميع على الساحة السياسية الى نبذ الخلافات ، والكف عن اللوم والعتاب ، ويقلع الساسة الجُدد عن لُغة السباب . . نقدم تنازلات فيما بيننا ونعمل من أجل الوطن . .  نقف أمام محطة ضميرنا الوطنى نُحاسب أنفسنا قبل ان يُحاسبنا الله ،

نطرح أفكارنا ومشاريعنا التنموية على المُجتمع كله دون كلل ، فنحن فى أشد الحاجة لإعادة تأهيل جميع أفراد المُجتمع ، على احترام ثرواتنا القومية والمُمتلكات العامة ، والعمل الدؤوب على حمايتها ، والسعي إلى توظيفها لمصلحة الوطن الاقتصادية والاجتماعية ، والثقافية والسياسية والحرص على أن تصبح سلوكياتنا مُنتجة للكرامة الإنسانية ، التي هي الغاية الأساسية من وراء احترام وحماية ثروات الشعوب ، وهذا يتحقق بتعليم شعبي ديمقراطي واسع النطاق ، يؤدي لتمكين أبناء الشعب المصرى من التعليم الجيد ، القائم على أساس تكافؤ الفرص .

نحتاج لكل سياسى ناضج الفكر وكل حزب يكون برنامجه الأساسى مُكافحة البطالة ، وطرح مشاريع كاملة لتوفير فرص عمل لكل أفراد الشعب ، كحق إنساني يجب التمتع به ، مع مُراعاة مؤهلات كل مواطن ، على جميع المستويات : الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، وجعل الرعاية الصحية والخدمات العلاجية في متناول كل أفراد الأمة دون تفرقة عرقية أو دينية مهما كان ، من أجل مُحاربة جميع الأمراض التي يُصاب بها الإنسان .

 لابد من سُرعة وضع مشروع قومى لتمكين فقراء مصر أبناء مناطق المقابر والعشوائيات من امتلاك سكن لائق يحفظ الأسرة ويوفر لها حياة كريمة والاستقرار النفسى ، حتى يستطيع أفرادها من خدمة المُجتمع ، ومن القيام بدورهم في فرض احترام وحماية ثروات الوطن ، لتقليل نسبة الجريمة .

فالكرامة الإنسانية شرط لوجود الإنسان ، وبقاء عقل وجسد الأمة صحيحاً في أي بلد ، وإلا فإن الإنسان يُصبح كالعدم دون فعالية ، ويتحول الشعب لقطعان من الدواب يمتطيها الحُكام وأعوانهم واستغلالها  من أجل الاستفادة الشخصية منها.

مطلوب ايضاُ خاصة بعد ثورة شباب 25 يناير إعداد المواطن المصرى للتصدي لكل أنواع وأساليب الفساد ، التي تنهش فى جسد الإدارات والمؤسسات الخدمية ، والقطاعات السياسية ، خاصة في المُناسبات الانتخابية ، حيث يتخذ الفساد السياسي تجليات متنوعة ، ومنها تلك التى يرتكز عليها مُحترفى خوض الانتخابات والترشح لمناصب يتربحوا منها ، وينتهزوا احتياج العاطلين عن العمل للمال ، ويتخذوا من الاحتياج الاقتصادى لهؤلاء سبيلاً  موسمياً فى تسخير الشباب العاطل للقيام بالحملات الانتخابية فى مُقابل المال ، دون اقتناع هؤلاء الشباب بمُرشحين لا يعرفون عنهم شيئاً ، وأحزاب يجهلونها ولا يعرفون برامجها ولا أهدافها ، ليرجع العاطلين بعد ذلك إلى البطالة التي تنتظرهم على المقاهى والأرصفة ، وبعد ان ينفذ ما قد حصلوا عليه من مال قد يتحولوا لأكثر شراسة وعُنف بدافع الاحتياج ، بحثاً عن أساليب بلطجة وفساد جديدة تصيب المجتمع فى مقتل .

ان دور مُختلف وسائل الاعلام المصرية ومؤسسات المجتمع المدنى غاية فى الأهمية ، من اجل توعية جموع الشعب ، فعندما يمتلك الشعب الوعي الكافى وعن قناعة بحقيقة الأوضاع الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والمدنية ، والسياسية ، وقتها يُدرك خطورة الفساد السياسي على مُستقبل الأمة ، فإنها – وسائل الاعلام والمؤسسات التعليمية والتربوية - تعد أبناءها الشباب لمواجهة ذلك الفساد  لكى ينخرط فيه.

وحتى يُدرك الشعب المصرى خطورة الفساد السياسي ، لابد من تحديد مفهوم ومعنى هذا الفساد بشكل مُبسط بلغة سهلة يفهمها الجميع ، الفساد الذي يؤدي إلى تزوير إرادة الشعب ، لإيجاد مؤسسات نيابية ، لا تعبر بالضرورة عن إرادة الأمة المصرية ، بقدر ما تأتي استجابة لإرادة الحاكم وبطانته ، لخدمة مصالح شرائح بعينها تنتمي للحاكم ونظامه .

كما انه يجب على وسائل الاعلام المصرية ايضاُ الاستمرار فى تحديد مظاهر الفساد السياسي : اقتصاديا ، واجتماعيا ، وثقافياً ، حتى يستطيع الشعب المصرى إيجاد الآليات المُناسبة لمُحاربة كل مظاهره ، تلك التي يتم تحديدها بوضوح ، والتي يتم تفعيل مُعظمها على مدار السنة ، فكم عانينا من الفساد السياسى  فى الماضى ، فكلما كانت هناك انتخابات من بداية التسجيل في القوائم الانتخابية إلى إعلان النتائج وجدنا التزوير ، الآن بعد ثورة 25 يناير وبعد ضحايها الشهداء نتمنى الا تتكرر مشاهد التزوير فى الانتخابات النيابية والرئاسية المُقبلة ، والا نعيش مرة أخرى مآساة فساد نظام الرئيس المصرى المخلوع وأعوانه .

 لابد من كشف وتحديد المناصب السياسية ، التي يتم عن

طريقها تكريس الفساد السياسي ، من أجل إيجاد آليات فعالة للعمل على مواجهة مُستغلي المناصب السياسية ، لممارسة كافة أشكال الفساد السياسي ، التى يتضرر منها الشعب والقطاعات الخدمية الجماهيرية ، في أفق يجعل مختلف المناصب السياسية  غير منتجة للفساد السياسي .

ومن الضرورى تحديد الأضرار التي تلحق بالشعب الصرى ، بسبب إشاعة الفساد السياسي، بين أفراد الأمة ، سواء كانت اقتصادية ، أو اجتماعية، أو ثقافية ، باعتبارها مجالات ينعكس عليها الفساد السياسي، مما يجعل الأضرار التي تلحق بنا مضاعفة ، ومن أجل وضع برنامج شامل لمُحاربة أضرار الفساد السياسي.

ويفيد هذا التحديد فى عملية إعداد الشعب بجميع فئاته العمرية ، وبجميع شرائحه الاجتماعية ، ويصبح وسيلة من الوسائل الأساسية ، التي يمكن اعتمادها لمُحاربة مظاهر الفساد السياسي، في أفق استئصاله بصفة نهائية من الحياة السياسية.

ان عملية التخطيط طويلة الأمد من أجل العمل على إنضاج الشروط الموضوعية ، التي تؤدي إلى تحقيق الحرية ، والديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، قد حان وقتها ، ذلك أننا عرفنا وعاصرنا فسادا سياسيا، لا محدودا، نظرا لكون الشروط الموضوعية المؤدية إلى تحقيق الحرية ، والديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، لم تكن متوفرة على مدار ثلاثة عقود زمنية .

ليس من الترف اشراك  ممثلين عن كافة طوائف الشعب فى مشروع سياسى وطنى من أجل :

  • قيام دستور ديمقراطي شعبي ، يصير فيه الشعب سيد نفسه ، ومصدرا لجميع السُلطات ، حتى يستطيع الشعب تقرير مصيره الاقتصادي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والسياسي.
  • إجراء انتخابات حرة ، ونزيهة ، لإيجاد مؤسسات تمثيلية حقيقية ، تعكس إرادة ومصالح الشعب ، وتعمل على خدمة مصالحه.
  • إيجاد حكومة من الأغلبية البرلمانية، تكون مسؤولة امام البرلمان، وتخضع لمُحاسبته، ومراقبته
  • العمل على إيجاد حلول للمشاكل العامة ومنها : البطالة والتعليم والصحة والسكن ، ووسائل انتقال آمنة ، ومد الطرقات لمُختلف التجمعات العمرانية الجديدة ، ومد خطوط وشبكات الكهرباء  والمياه ، وخطوط الهاتف إلى جميع المنازل ، حتى يصير كل ذلك في متناول المواطنين.
  •  تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية الأجنبية ، ووضع سياسة تنموية اقتصادية حقيقية، حتى يتأتى توفير فرص عمل للعاطلين ، في جميع القطاعات الاقتصادية، والاجتماعية.
  •  اعتماد التصنيع ، وميكنة الزراعة في القرى، كوسيلة تنموية ناجحة لإنتاج الغذاء ، من أجل دعم استقلال الاقتصاد الوطني .
  • مساواة جميع أفراد الشعب المصرى فى الحقوق الاقتصادية ، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية ، والسياسية، حتى يكتسبوا جميعا حقهم في المواطنة العالدلة.

فالعمل على إنضاج تلك المشاركة الشعبية المنشودة ، لا بد أن يؤدي  إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها أهدافا كبرى نسعى إلى تحقيقها ، نظرا لحرماننا منها لسنوات طويلة ، بسبب سيطرة نظام استبدادي على مصير مصر الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي ، مما جعلنا نعيش حالات قاسية من الاستبداد والاستغلال أدت لتفجر ثورة 25 يناير . . فمن اجل تحقيق مصير ومُستقبل آمن لمصر لابد من وقفة أمام محطة ضميرنا الانسانى الوطنى .

[email protected]