رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تطبيق الشريعة الاسلامية فى هولندا قضية خلافية لم تحسم بعد (3-3)

كثير من المؤسسات القانونية تتساءل عن كيفية التصرف مع أحكام الشريعة الاسلامية حال تطبيقها فى هولندا ، وهل ستجلب مشاكل مع التيارات الليبرالية السياسية ؟ وما هو موقف المؤسسات الاسلامية ، ونظرتها المُستقبلية ، وماذا عن رؤية المُشرعين وخبراء القوانين الهولندية ممن لهُم دراية وعلم بالشريعة الاسلامية ، وكيفية تطبيقها فى مُجتمع علمانى دون الدخول فى صراعات ومشاكل تمييز عُنصرى ، أو تعارض مع دستور البلاد .

 

هذا هوما يتضمنه النقاش الساخن القائم بهولندا فى الوقت الحالى . .  يرى بعض خبراء القوانين الهولندية خاصة المُعتدلين منهم انه ليس بالضرورة حدوث مشاكل أو صدامات مع التيارات الليبرالية السياسية ، حيث ان مفاهيم التعددية الليبرالية والتنوع السائد حاليا فى ربوع البلاد يسمح بكثير من الأشياء ، شريطة عدم إستخدام أساليب العُنف فى المُجتمع ، وعدم إنتقاص من حقوق الأطفال القُصر .

فعن الزواج توجد مدرسة قانونية تقدمت بـ : ( توصيات ومطالب ونصائح للحكومة الهولندية ووزارة العدل ) مفادها " يجب الانتباه والتمسك بعدم الزواج من فتاة قاصر حيث ان بعض المُسلمين لا يعير الإهتمام بسن الفتاة ، خاصة اذا كانت ناضجة جسدياً ، أما إذا أراد المُسلم الزواج من أكثر من امراءة فله مُطلق الحُرية ، لكن ليس له الحق فى طلب إعترافاً رسمياً من حكومة هولندا ، ولا الاستفادة بأى ميزات إجتماعية أو قانونية " .

 كما ان بعض المؤسسات السياسية الليبرالية ترى وجوب وتوفير كافة الحُريات داخل المُجتمع الهولندى ، دون الوضع فى الاعتبار تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية أو اى ديانات اخرى .

ويخشى خبراء القوانين فى هولندا من ان فتح هذا الباب سيجلب مشاكل فعلية ، لذلك جاءت واحدة من التوصيات المُهمة تؤكد على ضرورة مُطالبة المجتمع الاسلامى فى هولندا بالاتفاق على مدرسة فقهية بعينها ، تكون هى المرجعية فى الأحكام والتفسير ، دون حدوث خلافات تؤدى للتدخل لحسمها بالقانون المدنى ، بعد ذلك تأتى مرحلة  تكييف قانون الاسرة الاسلامي كي يتناسب مع القوانين الهولندية ، مع الوضع فى الاعتبار قوانين الاتحاد الاوروبى وحقوق الانسان؟

يسترشد بعض الخبراء فى هولندا بالتجربة البريطانية التى تسمح بمحاكم التحكيم الاسلامية ، ويضرب مثالا يشير فيه الى ان : بعض القضاة المُسلمين يختار بين تفسيرين من الشريعة ، فمنهم من يجيز للمرأة ان تحصل على نفس القيمة من الميراث مثل الرجل، والثاني يجيز لها فقط نصف الحصة ، مقابل حصة كاملة للرجل ، وهذه قضايا شائكة وحساسة للغاية ترغب هولندا فى حسمها قبل البت الفعلى فى تطبيق جانب من الشريعة الاسلامية .

والأمر لا يقتصر على خبراء القانون فحسب ، حيث ان كثير من وسائل الاعلام بدأت فى الترويج لضرورة احترام حقوق الانسان فى هولندا وأوروبا عامة ، وتتهم بعض حدود الله انها تتعارض مع حقوق الانسان الأوروبى وما حققه من مكتسبات ، خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وانهاء سيطرة الكنيسة على

المُجتمعات الأوروبية ، كآخر حلقة فى سلسلة ضغوط محاكم التفتيش ، وهى الاتهامات التى واجهت حالة من الضجر فى أوساط مُسلمين هولندا ، وفى هذا الاطار ارسلت مؤسسة اسلامية رسالة مفتوحة لمُعظم وسائل الاعلام الهولندية ووزارة العدل ، جاء فيها : " احترام حقوق الإنسان فى الاسلام مقررة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان ، فهي مقررة بتقرير من الله سبحانه وتعالى لها، وهى ليست وليدة ثورة أو انقلابات سياسية .

الكل يحبس انفاسه الآن لما سيسفر عنه النقاش الدائر من نتائج ، خاصة عناصر حدود الله وما ورد  فى شريعته الإسلامية ، ويعكف عددا من المُستشرقين والمُستعربين فى هولندا على الخروج بوثيقة موحدة تكون أساساً وأرضية ينطلق منها الجميع عن بحث تطبيق بعض من جوانب الشريعة الاسلامية ، وقد جاء فى دراسة بحثية هولندية عن تفسير حدود الله من حيث اللغة العربية والمقصود من الأمور الشرعية جاء فيها : " الحد في اللغة العربية هو المنع ، وسميت العقوبات حدودًا لأن المسلمين يعتبرونها أحكام الله ، التي وضعها وحدها وقدرها ، والحَدُّ هو الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر ، أَو لئلا يتعدى أَحدهما على الآخر،  لأنها تمنع وتحجز بين الفعل وإرتكابه ، أى بين المسلم وبين ارتكابه الفعل ، لأنها تمنعه وتحجزه وتحول دونه أى تحده - وجمعه حُدود والحد هو العقوبة المقدرة شرعًا سواء أكانت حقَّا لله أم للعبد " .

بحث تطبيق الشريعة الاسلامية فى هولندا قضية خلافية لم تحسم بعد ، وامامها مشوار طويل ، حيث ان هولندا لا تملك اتخاذ قرار حساس بهذا الشأن بمفردها ، لارتباطها بقوانين الاتحاد الأوروبى ، ومن ناحية ثانية لا تقل أهمية مسالة فصل الدين عن الدولة . . لا يعرف احد لمن ستكون الغلبة ، فهل ستنجح الجاليات الاسلامية فى تنفيذ مطالبها ؟ . . . سؤال ستجيب عنه المرحلة المُقبلة .

[email protected]