يوم ان خففت آلامى بآلامك ياعادل
كنت فى واحدة من زياراتى للقاهرة عائداً من هولندا لقضاء أجازتى فى مصر ، وألمت بى آلام فى ظهرى سجنتنى فى فراشى ومنعتنى من استكمال تحرير جريدة للمُغتربين كنت اقوم بتنفيذها ، وجاء المرحوم عادل القاضى بعد الغروب لزيارتى ،
وما ان عرف بان الجريدة مُهددة بتأخير صدورها ، بسبب مرضى الا وأخذ مواد الجريدة وبدأ فى ترتيب وتحرير المواد من المساء وحتى مطلع الفجر ، وأراد ان يخفف آلامى بسهره وترك بيته ليلة بأكملها . صحيح يموت الانسان وتبقى ذكراه الطيبة محفورة فى أذهاننا ومواقفه خير شاهد تقتحم العقل بسلسلة من الأحداث ، تظللها العطاءات وتغلفها المواقف النبيلة ، عاصرته عن قرب بعد ان عاد من الامارات وترك الجريدة التى كان يعمل بها ، مُضحياً بالكثير فى سبيل ان يكون بجانب
أسرته واولاده وهم فى مرحلة سنية مهمة وقال لى : يهون المال فى سبيل تربية الاولاد والبقاء معهم فهم احوج الى أكثر من المال . . صدقت يا عادل فأنت نعم الأب الوفى . . وكم من مُعترك وكم من مُنحنى فى مهنة البحث عن المتاعب وجدتك رجُلا لا يرضخ لمُغريات المال ولا مُغريات المنصب . . رحمة الله عليك يا عادل وسنظل نذكر لك مواقفك النبيلة ، وندعو الله ان يسكنك فسيح جناته ، ويلهم اهلك الصبر . سعيد السبكى