رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من ميدان التحرير الى رؤساء التحرير

 

من حقنا أن نستمر فى مشروعية حلمنا الكبير لما يجب أن تكون عليه مصرنا فى المُستقبل . . حلمنا للوطن الذى نعشقه حتى النخاع . . شريطة أن نعمل فى قضايا وملفات إعلامية نطرحها على الرأى العام والمتخصصين من أبناء بلدنا الشرفاء وما أكثرهم ، دعونا ندرس جيداً ونخطط ونطرح آمالنا فى :

- محو الأمية خلال 5 سنوات على الأكثر وفق خطة قومية ، كأن يكون فى كل حى وكل قرية وكل بلدة مجموعة عمل ذات واجب مُحدد فى محو أمية كل من لا يعرف القراءة والكتابة فى مجاورته ، على أن يكون تعليم القراءة مقترنا بدروس فى واجب المواطن تجاه بلده ، على سبيل المثال : كيف يعطى صوته فى الانتخابات ولمن؟ . .

مُكافحة المتسربين من التعليم وإعادة تأهيلهم وتدريبهم مهنيا وفق احتياجات سوق العمل . . وبذلك يكون لدينا عمالة مهنية مُدربة ، تساعدنا أيضا فى مكافحة البطالة وتوفيرفرص عمل للعاطلين .

- دراسة الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل ، والعمل على تلبيتها بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية المتنوعة ، حتى لا يكون لدينا وفرة فى الأطباء  أو المهندسين والسوق لا يحتاجهم ، وحتى لا يعمل خريج التجارة فى تركيب السيراميك والسباكة .

- النظافة والرعاية الصحية ضرورة لا نستطيع إهمالها ، وهى مهمة قومية من الواجب ان يكون كل مستشفى فى كل حى أو مركز طبى من مسئولياته ان يتولى الاشراف على هذا الملف فى محيط تواجده ، وهذه ليست بفرية . . كيف يوجد مستشفى خاص استثمارى فى حى من الأحياء وعلى بُعد أمتار . . والله فعلا امتار فقط توجد اكوام من القمامة الملوثة التى تسبب الأمراض .

هذه كانت بعض النماذج لقضايا من واجبنا أن نتبناها إعلامياً دون كلل ودون ملل ، وهذا هو دورنا فى مرحلة الثورة وإحداث التغيير الحقيقى من أجل تقدم مصرنا .

- سُرعة زيادة إنشاء المراكز البحثية العلمية المتخصصة على أن تكون مستقلة علمياً وفنياً ويُرصد لها ميزانيات مالية وتوفير الأجهزة والمكتبات العلمية ، وبذلك نمنح الفرصة لشباب مصر العلماء للابداع ، حتى نتقدم فعلا وإلا سنبقى كما نحن فى مؤخرة العالم المتقدم الذى يصنفنا من دول العالم الثالث .

هذه القضايا تشغلنى منذ زمن بعيد من أجل تفعيل ثورتنا على الفساد والتخلف الحضارى ، ومن أجل ذلك خرج شباب مصر فى ثورة 25 يناير وغضبوا بمشروعية لهم عليها وشهدائها كل إجلال وتحية ، تلك الثورة التى تأخرت لكنها أتت ولن نتركها تتشوه او ينقض عليها أحد أو ينتقص منها .

وكنا دائماً نتساءل متى ينتهى صمت الشعب ؟ . . وفى حديث مع الزميل الاستاذ جمال الغيطانى فى صيف عام 2000 بمقر مجلة الأدب فى شارع الصحافة بالقاهرة تناولنا حال بلدنا فى ذلك الحين ، تناقشنا حول كثير من الأوضاع فى مصر ، وكعادتنا نحن المصريين بصفة عامة وبشكل خاص لظروف تواجدى فى مهجرى هولندا فحينما أزور القاهرة والتقى بزميل اعلامى او صديق قديم من المثقفين أسعى دون ان أدرى لإشباع رغبتى وظمأى الدائم لحوار بناء حول هموم الوطن ، وكان المحور الأساسى والسؤال الفيصلى من جانبى فى حينه هو : الى متى سيظل شعبنا المقهور يقبل الظلم ؟ ألم يحن بعد وقت انتفاضته وثورته على الديكتاتور والنظام الفاسد؟ . . .  نظر الى الغيطانى وقال : هذا الشعب حتما سيثور ولكن متى وكيف لا يستطيع احد التكهن بذلك ، واتبع كلامه بقوله

" رُبما تحدُث مشاجرة بين اثنين من البُسطاء فى الشارع لسبب تافه يكون شرارة لقيام ثورة " صدق الغيطانى فى النصف الأول من كلامه وتوقعاته بأن الثورة قادمة لا محالة ، وقد عزز ذلك الرهان الذى كنا ولا زلنا نعلنه دوماً بأن الشعب المصرى سيرفع رأسه يوماً ، ويستقيم ظهره من انحناءة طال أمدها .

تفجرت ثورة 25 يناير وكان لها شهداء بواسل من الشباب ، وبدأت بالفعل رياح التغيير فى كثير من القطاعات والمؤسسات المصرية ، بعضها يحدُث بجرأة والآخر على استحياء ، وثالثها بين التردد والارتعاش الادارى فى اتخاذ قرارات مصيرية .

وبين هذا وذاك تقف خلف الستار فئات خبيثة فاسدة تريد الانقضاض على الثورة ، ولا تريد التغيير لأنها – هذه الفئات – نستطيع تصنيفها بأنها انتفعت كثيرا من النظام الفاسد ، والتغيير سيحرمها من مكاسبها ، وهم " أعداء الثورة " انكشفت أهدافهم الخبيثة الماكرة  يريدون من شعب مصر ان يبكى ويُطالب بإعادة أمن الدولة وعودة المخلوع مبارك رئيس مصر السابق ، لكن هيهات هيهات فكما كنا فى الماضى نراهن على ان الثورة قادمة والغضبة الكبرى ستحدث لا محالة ، وكسبنا الرهان فى ان ضمير الأمة يقظ ومهما طال الأمد لن يموت ، واليوم نراهن على ان الشعب لن يترك الثورة تنام او تضيع ، ولو حدثت مواجهة تصادمية فإن الثمن هذه المرة سيكون أكبر بكثير من أعداد الشهداء الشباب الذين دفعوا حياتهم فداء لدفع الظلم عن شعبنا .

وكثير من وسائل الاعلام المصرية " خاصة الحكومية " التى كانت تتبنى وجهة نظر وتناصر النظام الفاسد حدثت بها تغييرات فى القيادات وكذلك منهج العمل الصحفى ، وبعضها اعتذر للشعب المصرى عن اخفائه للحقائق واتباع وجهة نظر ومواقف حكومة الحزب الوطنى ورئيسه مبارك ، كما ان مساحة الحرية والجرأة زادت ايضا فى الصحف الحزبية والمُستقلة ، وما من صحيفة الا وتتناول يومياً توابع وأحداث الثورة بجدية ، لكن نخشى ان ننزلق فى متاهات السبق الصحفى وتتحول صفحات الجرائد الى أخبار حوادث ، وما نريده لأنفسنا ان نتنبه جميعاً الى ضرورة حتمية تفرضها علينا المرحلة التاريخية الفاصلة فى حياة مصر ، وهى ان علينا واجبات كثيرة أهمها عرض وتبنى مشروعات تنموية نروج لها اعلامياً ، وهذا واجبنا تجاه الوطن .