رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإسلام السياسى بين التشويش ومخاوف التهميش

لإنعاش الذاكرة وتأكيد الواقع . . أثبتت مُحصلة نتائج ما آلت إليه المسارات السياسية لثورة 25 يناير 2011 بحلوها ومرها ان جماعة الإخوان المسلمين هى أكثر الحركات تنظيماً داخل المُجتمع المصرى ، وتملك من الخبرات ما يؤهلها للوصول والتواصل مع مُختلف شرائح الشعب ، ليس فى العاصمة القاهرة أو المُدن فقط ، بل فى القرى والنجوع وكافة المناطق النائية ، وذلك فى كل الأوقات ، حينما كان النظام السابق يُصنفها بـ " المحظورة " ويسير وراءه كثير من وسائل الإعلام الرسمى والخاص ، وكذلك بعد حال حُرية الإنفراجة السياسية التى أنتجتها ثورة يناير .

وقد نجحت جماعة الإخوان المسلمين أثناء وبعد ثورة 25 يناير وحتى اليوم فى فرض مشروعية تواجدها ، حيث أفرزت فترة المخاض ميلاد حزب " الحُرية والعدالة " من رحم المحظورة السابقة ، ومن انشق عليها أو إنسلخ منها لم يُضعفها ، بل أضاف اليها قوة غير مُباشرة ، وهو الأمر الذى تمثل فى بروز حزب الوسط الجديد ، ذو المرجعية الإسلامية ، والذى ترجع فكرة تأسيسه إلى مجموعة من قيادات الحركة الطلابية في السبعينات ، وقيادات النقابات المهنية المنتمين للتيار الإسلامي ، ومعظمهم كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ، ثم انفصلوا عنها عام 1996، وبعد ثورة 25 يناير وتحديدا في 19 فبراير 2011 تم السماح بإنشاء هذا الحزب .
وقد شجع ذلك خروج تيارات اسلامية أخرى للعمل فى السياسة ، أشهرها الجماعات السلفية التى انبثق منها " حزب النور " سلفي المرجعية ، الذى تأسس أيضاً عقب ثورة 25 يناير ، وقد خاض هذا الحزب أول انتخابات تشريعية بعد تأسيسه ، فى مجلس الشعب المصري 2011-2012، ضمن تحالف الكتلة الإسلامية الذي تزعمه ، وضم حزبي البناء والتنمية والأصالة ذوا التوجه السلفي ، وحقق فوزاً ملحوظاً بحصوله على عدد 79 مقعد فى البرلمان ، هذا إضافة لتنامى مُختلف التيارات الإسلامية الأخرى المتنوعة .
هذا هو الواقع بإيجاز شديد

. . لكن المُثير للدهشة هو ان التيارات الإسلامية تسير للأمام لا تعبئ ولا تتأثر بالتشويش من طرف مُختلف القوى السياسية الأخرى ، التى تتهمها بانها تتبع سياسة تهميش لقوى اليسار والأحزاب الأخرى ، وهو أمر شديد الغرابة ، حيث ان الذين يتباكون الآن كانوا ابان حكم نظام الرئيس المخلوع يشتكوا ايضاً بسبب المحاذير التى كان النظام البائد يفرضها ، من منح مُمارسة حق حُرية إبداء الرأى ، وعقد المُنتديات والمؤتمرات السياسية العلنية ، وغير ذلك من مُختلف أنشطة مُجتمعية . . أما الآن فحُرية حق التظاهر والإحتجاجات مكفولة للجميع ، وتستطيع كل الأحزاب والقوى السياسية بدون إستثناء عقد المؤتمرات السياسية وجذب أنصار لها دون حظر ، وتستطيع ان تنافس الإخوان المسلمين والتيارات الاسلامية السياسية الأخرى ، فماذا تنتظر ؟! وماذا يمنعها ؟! اليس حرياً بها ان تسارع بتنظيم نفسها وتعود للشارع المصرى بقوة ، إستعداداً لخوض إنتخابات برلمانية ورئاسية مُقبلة ، حتى تنجح فى تحقيق توازن سياسى يُحقق الأسباب التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير : عيش . . حُرية . . عدالة إجتماعية ، وعلى القوى السياسة ان تُعد نفسها جيداً ويبقى الحُكم فى النهاية لنتائج الصناديق الإنتخابية . . أليست هذه هى الديمقراطية التى ننشدها جميعاً ؟! . .