رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بتخطيط إسرائيلى: سقط عمرو موسى فى الفخ الأمريكى

افسحت ثورة شباب 25 يناير المجال لعدد من الشخصيات السياسية على الساحة المصرية لتحضير أنفسهم لخوض تجربة الترشح لرئاسة مصر ، ومن هؤلاء " عمرو موسى " الأمين العام لجامعة الدول العربية ، واسرائيل لم يُسعدها اعلانه عن نيته للترشح للمنصب ، وهى – اسرائيل - لم تخف عدم رضاها ، خشية ان يفوز موسى فعلا بالمنصب ، وربما " لمُجرد الشك فقط " انه سينتهج سياسة مُتشددة تجاه اسرائيل ، ولن يكون على مستوى الصداقة والمهادنة التى نعمت بها اسرائيل فى عصر الرئيس السابق مبارك ، طوال فترة استمرت لثلاثة عقود ، تمكنت خلالها من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية فاقت ما حققته بالحرب .

كما انها بدأت تشعر بالتهديد من اقتراب خسارتها التعاطف الغربى ونصيرتها التقليدية أمريكا ، لأنها دوما تكرر وتروج اعلامياً انها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط ، وتحيطها جيران هم انظمة ديكتاتورية عربية ، وهى المقولة التى وجدت لها آذاناً صاغية عند الغرب الأوروبى ، وأمريكا تستحسن هذه المقولة طوعاً ، وتؤيدها وتروج لها وسائل اعلام أمريكية يدير أمورها أنصار الصهيونية ، ممن لهم تأثير على الرأى العام الأمريكى ، وبالطبع فان نجاح ثورة 25 يناير والدفع بمصر نحو نظام ديمقراطى ، من الممكن ان يسحب ولو جزء من الـبُساط  السياسى من تحت أقدامها ، وهو ما لا تريده إسرائيل .

ويبدو ان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد خسر ما تبقى له من رصيد سياسى عند الدول العربية وخسر أيضاً فرصة ترشيحه أو فوزه بمنصب رئاسة جمهورية مصر العربية ، خلفاً للمخلوع مبارك.

فى هذه المرحلة التى تشهد فيها كثير من العواصم العربية حالة من القلق والغضب الشعبى ، كان من الصعب ان استبق الأحداث واعلن ما قد يتسبب فى مزيد من تعكير المياه العربية ، والمصرية على الوجه الأخص، فى وقت نحن احوج فيه لتضميد الجراح ولم شمل الأمة العربية التى تنتفض هنا وهناك ، رافضة لنظم عربية فاسدة جثمت على نفوسها.

لكن لابد من توضيح ان عمرو موسى بطلبه وموافقته على الحملة العسكرية الغربية على ليبيا قد وقع فى الفخ  وحينما تنبه متأخراً قال: ان الضربات العسكرية توسعت واصابت المدنيين وهذا لم يكن هو الاتفاق وأضاف أن الضربات العسكرية ضد ليبيا كانت بهدف حماية المدنيين؟! ....... وليس قصف مدنيين إضافيين.. وأن وقاية المدنيين قد لا يحتاج إلى عمليات عسكرية، "وقد طلبنا

من البداية بفرض منطقة حظر لحماية المدنيين الليبيين، ولتجنب أية تطورات أو إجراءات إضافية".

ألم يكن يعلم السيد عمرو موسى أن الحملة العسكرية لها أهداف خفية قذرة؟! ....... تتمثل فى ضرب وتدمير الاسلحة الليبية وبعد القضاء عليها تشترى ليبيا أسلحة جديدة .

الم يكن يتوقع ان العمليات العسكرية ستبدأ جواً ثم تتوسع لتشمل ضربات من البحر تتبعها دخول قوات برية للأراضى الليبية على الحدود المصرية؟! .......

أليس من السهل على عمرو موسى معرفة أهداف أمريكا والغرب من بترول العرب؟

هل نسى عمرو موسى التجربة القاسية للشعب العراقى؟

لقد وقع الأمين العالم لجامعة الدول العربية فى فخ سياسى وسقط بفعل المُخطط الاسرائيلى الأمريكى وسيثبت التاريخ القريب ، السنوات المقبلة ان لم تكن الأشهر القليلة الآتية انه وكل من وافق على الحملة العسكرية الغربية على ليبيا قد ساهم فى تكريس عادة سيئة تسمح للغرب من جديد بانتهاك الثروات والأراضى العربية.

وقد يتساءل البعض ماذا كان الصواب؟ وماذا كان الحل الأمثل لتجنيب الشعب الليبى ضربات نظام العقيد القذافى ؟ وهل كان لدى الحكومات العربية بديل؟ ..... لا انكر ان الاجابة قد تأتى صعبة  وقاسية جدا وشديدة الحساسية ، لأن معظم الأنظمة العربية مرتعشة الأوصال وتخشى على نفسها من السقوط ، بعد نجاح ثورتى تونس ومصر ، لذلك فهى راهنت بالصمت وتركت القذافى يحرق شعبه . . راهنت بالصمت عسى ان ينجح العقيد القذافى فى القضاء على ثورة شعبه وبذلك تقلل من انتشار عدوى الثورات ، لكنها – الأنظمة العربية – ستعرف قريباً أن الكارثة الآن أشد واقسى ، وستكشف الساعات المقبلة مدى الخسارة الكُبرى لشعوبنا العربية .

[email protected]