عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من الذى يصنع جماعات الفلول الجُدد ؟

كُنت قبل ثورة 25 يناير أسمع نبرات أصواتهم الغاضبة . . مُفردات تنطلق من أفواههم كطلقات رصاص تُدوى أصواتها عالية . . تعبر عن الرفض المُطلق لنظام مبارك ونية التوريث . . تنتقد الفساد والمحسوبية وإهدار ضباط الشرطة لحقوق وآدمية الإنسان المصرى ،

وكُنت أفتخر بان هذا النفر هم بعض من معارفى وأصدقائى ، لا خوف لديهم فى الإعلان عن آلامهم بسبب تفشى الفقر والبطالة فى المُجتمع . . هؤلاء هم بعض من أشخاص أعرفهم شخصياً والتقى بهم بين الحين والآخر حتى اليوم . . أحدهم كاد ان يبكى وهو يدس فى يدى ذات مرة ورقة ابان مراحل الثورة الأولى ، وقال لى مُتسائلاً هل قرأت حدث الشاب  " محمد عثمان " ؟ . .
انا ما زلت احتفظ بهذه الورقة فى درج مكتبى وهذا نصها الذى جاء بعنوان : " شهيد حدد تاريخ مصر " الشهيد محمد عثمان عبد ربه (الشهير بهشام)، خرج يوم جمعة الغضب 28 يناير، لم يقل لوالديه إنه ذاهب للمُظاهرات ، سلم عليهم . . قالت له أمه ألا يذهب , فخوفاً عليها قال لها لن أذهب بل سأطمئن على السيارة.
ذهب هشام إلى أصدقائه وسلم عليهم ، وعندما وصل إلى ساحة المُظاهرة فى الإسكندريه بمنطقة العجمى أمام مساكن طلعت مصطفى وجد شاب يقع أمامه إثر طلق نارى فسارع إلى إسعافه ، وقبل أن يحمله فإذا برصاصتين من أحد ضباط الشرطة إنفجرت إحداهما داخل رأسه والأخرى في أذنه.
والده قال : إن نوع الرصاص الذي تلقاه ابنه ينفجر مرتين ، أحدهما أثناء خروجها من الماسورة ، والأخرى داخل الجسم ، والتي يطلق عليها اسم (دم دم) حيث تركت تجويف مساحته 8 سم وأدت إلى تهتك وإرتجاج وكسر في الجمجمة.
وأضاف: " ابني خرج من المنزل ولم يُخبر أحد أنه سيشارك في المُظاهرات وقال لصديقه ياسر الذي استشهد أيضاً في ذات اليوم أن هذا اليوم سيُحدد تاريخ مصر ، وبعد مرور 15 دقيقة تم إبلاغي بالوفاة فوجدته ملق على الأرض غارقاً في دمائه ، ونقلته على الفور إلى مستشفى العجمي العام ، والتي رفضت إستقباله ، ثم توجهت به إلى مستشفى المبرة التي حاولت إنقاذه بشتى الطرق ولكنه توفي " ..
صديقى هذا التقيت به مؤخراً عقب إصدار حُكم المؤبد على مبارك ووزير داخليته ، وتبرئة عدد من كبار ضباط الداخلية ، وعلى سبيل الدردشة السياسية والحديث عن أحوال البلد التى تشغلنا جميعاً ذكرته بالورقة التى

كان قد أعطانى اياها منذ زمن ، وتتضمن قصة استشهاد الشاب محمد عثمان عبد ربه (الشهير بهشام)، فوجدت منه رد فعل مغاير لما كان يعتقده فى مراحل الثورة الأولى ، وتحول لم اتوقعه ابداً ، حيث أعرب عن غضبه من الثورة ، وبحدة غضب تفوق غضبه السابق بسبب إستشهاد " محمد عثمان " قال انه يعترض على حُكم المؤبد على مبارك ، وسرد لى ما أشبه بقصائد الغزل والمدح فى النظام السابق ، أعربت له عن دهشتى ودفعتنى حاسة وفضولى الصحفى بصبر مرير لأن اسمع منه المزيد.
صديقى هذا ( . . .  ) هو عينة لبعض من نماذج " الفلول الجُدد " التى صنعتها بعض من وسائل الإعلام خلال  الأشهر الماضية ، تلك التى دابت على التشكيك فى الثورة والثوار ، تشكك فى بعض القوى السياسية لصالح أخرى ، فأنصار الحزب الوطنى المنحل فى نظام مبارك السابق ، الذين ضاعت مصالحهم ، وفقدوا ما كانوا ينتفعوا به من أموال على حساب غالبية الشعب الفقير ، لا يسعدهم قدوم نظام جديد يتوقعون ان يُلاحق ما تبقى منهم ، يخشون القصاص ويد العدالة ان تمتد اليهم .
صديقى هذا (. . . ) تحول الى جماعات الفلول الجُدد بفضل دعاية التخويف من المُستقبل ، دعاية إعلامية بعينها تستند الى وهم تصنعه بنفسها فى مقابل المال ، ورُبما طمعاً فى سُلطة ومناصب قيادية ، أمام كل هذا لا نملك الا الأمل والتريث والحكمة منعاً للفرقة ، وفى ذات الوقت يجب علينا جميعاً ان نتصدى لعناصر الفساد وأعوانهم ، القدماء والجُدد حتى نعبر بمصرنا الى بر الأمان .