عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرؤية الآحادية فى الأزمة السعـودية

كثير من الأخطاء ارتكبها البعض فى تناول وتقييم الأزمة التى ألمت بعلاقة السعودية بمصر ، منها النظرة الآحادية التى تتسم بالإنحياز لطرف ضد آخر ، وأخطرها مقالات كُتاب المُجاملات فى كل من مصر والسعودية ممن لهم أهواء شخصية

 لا يخفى على أحد بعض من تفاصيل مآربها وتوجهات هؤلاء ، وسيف التاريخ عادة لا يرحم أصحاب المصالح الشخصية ، والأهداف الفردية النفعية الرخيصة ، التى يسعوا لتحقيقها على حساب المصالح القومية العُليا " عربية وإسلامية " لشعوب المنطقة .

وهناك من يلقى باللوم والمسئولية على مرحلة تاريخية بعينها ، سواء فى عهد الرئيس الراحل " جمال عـبد الناصر " أو نظام المخلوع " مبارك "  وقد يستند اللوم لحقائق جُزئية ، تؤدى لخروج الموضوع من سياقه الأصلى ، ويرتكب ذات الخطأ الذى يدينه ، فمن يتهم الحقبة الناصرية بانها رسخت فكرة العُنصرية والشوفينية المصرية ، يغفل كثير من تجاوزات ارتكبها اشقاء سعوديين على أرض مصر، وهى جرائم تقشعر لها الأبدان ، أدت الى شعور المصرى بالإمتهان وإهدار كرامته فى بلده ، حيث أنصفهم نظام مبارك وأضاع حقوق لمصريين ، وفى المقابل كان يحدُث العكس تماماً على الأراضى السعودية ، ولا اريد التعرض لتفاضيل حتى لا اساهم فى سكب الزيت على النار ، وازيد من اشتعال الأزمة بين الاشقاء ، لكن الذى لا يمكن إغفاله بأى حال من الأحوال هو ان مشاعر الظلم تجاه المصريين خلقت نوع من الإحتقان الإجتماعى ، وهو الأمر الواجب مُعالجته من طرف خبراء علوم النفس والإجتماع ، وكل صاحب ضمير لديه آلية وامكانية الكتابة ، ولا استثنى كاتب خليجى أو سعودى أو مصرى من هذه المسئولية ، فكلنا رُكاب سفينة واحدة وأصحاب مصالح مُشتركة .

أزمة " الجيزاوى " لن تكون الأخيرة من حيث الحدث النوعى ، لكننا نستطيع ان نجعلها الأخيرة من حيث التناول ، وان يسبق هذا وذاك دعوة لمكافحة العُنصرية وتطبيق العدالة بين الأشقاء العرب وبعضهم البعض على كل بقعة من أرض الوطن العربى ، انطلاقاً من رؤى عريضة توضح إشتراك الشعوب العربية فى مصالحهم ، وان كان المصرى يذهب للعمل فى دولة خليجية فهو يعمل لقاء أجر ، وصاحب العمل فى السعودية او غيرها يحتاج جهده او حرفته ، فلا منة من هذا على ذاك ولا صدقة فى مقابل استضافة العمالة الوافدة .

اشباه هذه المشاكل والأزمات كانت تحدُث فيما بين الدول الأوروبية وبعضها البعض ، خاصة فى الأزمنة التى سبقت الحربين العالميتين الأولى والثانية ، حيث كانت رؤية الشعب الألمانى هى التفوق ، وينظر لجيرانه فى هولندا نظرة تدنى وعُنصرية ، اما الهولندى فكان ينظُر لجاره البلجيكى نظرة إحتكار ، ويرى انه أفضل منه فى كل شيئ ، على الرغم ان هؤلاء الجيران ( المانيا وبلجيكا وهولندا ) تربطهم أرض واحدة ، ولم تبدأ هذه العلاقات المشوهه فى نهايتها الا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، مع خلق مشروعات أوروبية اقتصادية مشتركة تحقق مصالح كل الشعوب ، تلك التى بدأت بتأسيس شركة الفحم الأوروبية المشتركة ، مرورا بالسوق الأوروبية المشتركة ، وانتهاء بالشكل الحالى للإتحاد الأوروبى ، الذى يضم 27 دولة مختلفة التاريخ واللغة ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فالمسيرة الأوروبية فى طريقها لتحقيق حلم " الولايات المتحدة الأوروبية " لكل شعوب أوروبا .

اذا فعلينا جميعاُ ان نكف عن جلد الذات ، ونسعى للإستفادة من تجاربنا وتجارب الآخرين ، وعل كل إعلامى ان يعمل على التحريض الإيجابى ، لخلق منظومة إجتماعية إقتصادية عربية واحدة ، توحد المصالح وتذيب الخلافات ، وتجهض كل انواع العنصرية ، وان لا يشعرالسعودى بانه أفضل من شقيقه المصرى ، ولا الكويتى على الليبى ، ولا التونسى على المغربى ، فهل نسمع ونعى . .؟! وهل يُدرك الجميع أبعاد وأخطار الفرقة والأزمات بين أبناء الوطن الواحد . . ؟! تخلصوا من الرؤية الآحادية فى الأزمة السعودية وأى أزمة عربية .

[email protected]