عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم ياحكومة . . كلنا بهنساوى

ألم يفهم النظام حتى الآن أن حالة الاحتقان الشعبي اقتربت من نقطة الغليان التى تسبق الانفجار الحقيقى؟  هل وصل حد الاستخفاف بعقول الجماهير إلى هذا الحد؟ هل لا يعى النظام أنه يغرس الكراهية فى نفوس الأمة؟ أسئلة كثيرة دارت فى رأسى وأنا أرى الزميل " أحمد البهنساوى " يصطحبه شرطى مُمسكا به وآخر من الخلف يضربه بقسوة غريبة، ثم يقفز آخرون من رجال الشرطة من فوق السور الحديدى - حسب ما أعتقد أنه فى ميدان التحرير – وينضمون لضربه حتى سال دمه، وأحمد البهنساوى يصرخ أنا صحفى، وبعد أن أخرج بطاقته الصحفية أطلقوه ودماءه تسيل، كل هذا لأنه يقوم بعمله الذى لا ترضى عنه الحكومة وتخشى على نفسها من فضائحها.

بالأمس سقط خمسة قتلى من ضحايا الاحتجاجات، إضافة الى اعتقال العشرات، من أبناء مصر ممن خرجوا غاضبين بسبب الفقر والجوع والبطالة . . بسبب الظلم الذى يقع على المواطنين من زبانية الحاكم، بسبب القهر الذى يُعانيه المواطن فى طابور الخبز المعجون بالتراب، بسبب ارتفاع الأسعار وتدنى الأجور، بسبب ارتفاع أسعار انابيب البوتاجاز، بسبب الخوف ان تذهب لقسم شرطة للإبلاغ عن مفقودات، أو تدلى بشهادتك فى جريمة ما، بسبب الشبابيك الحديدية التى تدخل منها يدك عبر طاقة صغيرة طلبا لخدمة فى جهة حكومية، لأسباب كثيرة تلهب ظهور العباد بسياط الديكتاتورية وحرمان الناس من أبسط حقوقهم المشروعة.

بسبب : الفساد الذى استشرى واتسعت دائرته . . تهريب الأموال للخارج فى حسابات مصرفية سرية . . منح أراضى مصر بملايين الأمتار للمحاسيب بينما المصريون الغلابة افترشوا قبور الأموات واتخذوها مساكن للأحياء . . إن فئة بعينها تملك المليارات، وآخرون لا تملك حتى الملاليم . .

ألم يفهم النظام بعد كل ذلك؟ هل لا يعرف النظام أنه قام بتحويل شوارع وميادين مصر الى دولة بوليسية، تمشى على الطريق وتشاهد التنوع الغريب من أكشاك الشرطة التى تحمى النظام الحاكم، شرطة الانضباط، شرطة المرور وبجانبها أمين شرطة من أمن الدولة يستوقف المارة وقادة السيارات، ولا يتورع فى تفتيش شنط المدارس التى يحملها التلاميذ،  ونقاط أمنية تحت مُسميات كثيرة، هل هذا هو العمل الأمنى؟ إنها أساليب قديمة بالية تفتقر لاستخدام التكنولوجيا المتطورة، كل ذلك يخلق نوعاً بغيضاً من استفزاز المواطن الذى لا يشعر بالأمان نتيجة للمعاناة .

هل بإغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعى وتعطيل البعض سيساعد على تهدئة حالة الغضب؟ هل سيمنع ذلك من نشر وتوزيع مشاهد الفيديو المسجل عليها حالات ضرب المواطنين وعمليات القمع التى تعرض لها المُحتجون؟

إذا لم يتخذ النظام المصرى إجراءات عادلة لإرضاء الشعب وتلبية مطالبه المشروعة فثورة الغضب الحقيقية قادمة، اليوم جاءت الاحتجاجات بهذا الحجم لكن لا يستطيع أحد التكهن بما

ستكون عليه غدا، وإن استطاعت الشرطة أن تقمع اليوم فمن الصعب أن تستمر فى السيطرة، وعلى النظام وزبانيته أن يعوا تماما أنهم فى رهان على الحصان الخاسر، فعلى الرغم ان الوقت مازال مُبكرا لإطلاق أحكام نهائية أو عرض تقييم حقيقى للمُظاهرات الاحتجاجية التى انطلقت، ولكن وفقا لرؤية الحدث فإنه لابد وأن نضع فى اعتبارنا أن خروج الناس للشارع جاء ليس فقط تلبية لنداءات النشطاء، وبث الحماس فى نفوسهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، وإنما على النظام  معرفة أن الجماهير فاض بها الكيل، والنفوس معبأة وجاهزة للانفجار، أى الأرضية جاهزة وشرارة الغضب الشعبى قد انطلقت، والحكومة الآن أمامها فرصة ربما لن تتكرر، فعليها عمل إصلاحات وتعترف بالفساد دون خجل .

الفقراء فى عدد لا بأس به من قرى الدلتا وغيرها ليس عندهم مياه شرب نظيفة، ولا عندهم مرافق صحية، حيث فضلات الإنسان يتم التخلص منها فى الترع التى تشرب منها الحيوانات، وبعضهم يعتمد على مياه الصرف فى رى الأراضى الزراعية، وينتظر نوبة المياه الغير النظيفة لرى أرضه، وهى مرات قليلة للرى تتسبب فى الشجار بين المواطنين وينتج عنها جرائم القتل فى حالات كثيرة، والمحاصيل الزراعية لا توفر العائد المجزى للمزارعين، والعمال أصحاب الدخول المتدنية التى لم تعد تكفى الاحتياجات الأساسية، فالثورة والانفجار الحقيقى من هؤلاء الفقراء والعاطلين عن العمل .

 

قمع الشرطة للمتظاهرين وضربهم على أجسادهم لن يمحو الصورة الذهنية لما حدث فى تونس فقد خلقت ثورة الياسمين نوعا جديدا من الجرأة فى التمرد الشعبى على الأوضاع، فهل سيفيق النظام المصرى من غيبوبته ويكف عن مزيد من المكابرة والعناد فهو – النظام – صاحب مصلحة فى الحفاظ على مكاسبه وحمايتها، وعليه إثبات رغبته وحسن نيته فى محاربة الفساد. صح النوم ياحكومة . . كلنا بهنساوى .