رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحلام وتخاريف امبراطور العثمانيين

من حقك يا اردوغان أن تملأ الحسرة قلبك.. فقد كانت الاحلام تدغدغ مشاعرك فى أن تعود الامبراطورية التركية وتتوج إمبراطوراً فيها.. وتصبح إمبراطورية قوية تلعب بها كورقة قوة  فى الاتحاد الأوروبى من أجل أن يمنحك عضويته التى مازلت كنت تشحذ طلبها.

من حقك يا اردوغان ان يعتصر الحزن قلبك.. فقد طمعك الرئيس الاسبق محمد مرسى فى  خيرات مصر وفى قناة السويس  ومشاريعها.. فصور لك خيالك انك ستستولى على القناة .. ثم تستولى على مصر كلها.. وتخدعهم  بسراب التعاون الاقتصادى الذى  كان لصالحك فقط.
معك حق يا اردوغان في ان تفقد السيطرة على اقوالك.. فقد قام المصريون بثورة اطاحت  بإخوانك واهلك وعشيرتك.. واطاحت بأحلامك فى ان تملك الاخوان ومصر  وخيراتها المحطة الأولى  والاهم فى الامبراطورية العثمانية المزعومة.
معك حق يا أردوغان ان تفقد بوصلة الحقيقة.. فقد اطاح المصريون بخططك وأحلامك ومؤامراتك الهادفة لأن تخضع لك مصر.. وتنطلق منها الى تخريب الدول العربية كمرحلة اولى .. وخلخلة كراسى الحكم فيها  تحت  نفس شعار الاسلام السياسى الاخواني وبدعم من جماعة الإخوان وجماعات إرهابية  أخرى تحت شعار تأييد الديمقراطية المسمى الربيع العربى.. فلا أعفى تركيا  من المساعدة فى ظهور داعش وحركات إرهابية أخرى ظهرت فى وقت متزامن مع داعش ومع التدخلات التركية فى سوريا ومحاولاتها المستميتة للتغلغل فى العراق، وتأييدها لحماس باعتبارها جزءاً من النظام الدولى للاخوان.. ودعمها للحركة فى مواجهة مصر ومنعها من المصالحة مع السلطة الفلسطينية التى تقودها مصر..  ومنعها من الدخول فى اية مفاوضات لإنهاء  أو على الاقل تخفيف الحصار على قطاع غزة .. وأهل غزة يدفعون الثمن.. وكل هذه الخطط  لمحاولة استعادة حلم الامبراطورية العثمانية، والدليل على تأييد تركيا للحركات الارهابية إعلانها انها ستستضيف القيادات الإخوانية التي ستتخلص منها قطر مجبرة ومضطرة لترحيلهم.
وتقوم تركيا بكل ذلك محتمية بمظلة الناتو  العسكرية..  وهى عضو نشط فيه.. وبصمت الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة الأمريكية  أعضاء الناتو.
كل هذه المشاعر السلبية  لك حق فيها. ولكن ليس من حقك  منع مصر  من استعادة مكانتها ودورها عربيا واقليميا وإفريقياً.. فالدول العربية الشقيقة وقفت بجوار شقيقتهم الكبرى مصر

بكل شجاعة  لأنهم يعلمون جيداً أن الدول العربية صف واحد ستقف ضد تركيا ومن هو أقوى منها.. وتعلم هذه الدول الشقيقة أن الإخوان الذين تحركوا فى هذه الدول تحركوا بتخطيط  من الإخوان الدولى وتركيا فى وقت متزامن من وصول الإخوان للحكم فى مصر.. فوقفوا متكاتفين مع مصر ضد الإخوان وأردوغان الذى يحرك الاخوان ويتحرك معهم.
ولكن ليس من حقك ان تقف فى اكبر هيئة أممية  تصور  لك أوهامك  وحقدك إنك تختار وتصنف من يدخل الامم المتحدة ومن لا يدخل، تتدخل فى الشئون الداخلية للدول علنا وامام ١٩١دولة.. هي دول العالم كله وتهاجم مصر وقيادتها.. فى مخالفة واضحة لكل الأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذى  يمنع التدخل  فى الشئون الداخلية للدول.. وتعلن مساندتك ودعمك للنظام الارهابى الذى  تخلص منه المصريون  والذى ارتكب عنف وقتلاً وحرقاً وإرهاباً أمام  كاميرات العالم كله.
وليس أدل على تهور أردوغان من وصف المعارضة التركية خطابه  بأنه كارثى وتدخله فى الشئون الداخلية لمصر. وبعد هذا الخطاب الكارثى  حسب المعارضة التركية ألغت مصر الاجتماع الذى طلبه وزير الخارجية التركى مع سامح شكرى وزير الخارجية المصرى.
أخطأت يا أردوغان برعونتك وتهورك بسبب الإمبراطورية  التى حلمت بها فى رأسك فقط دون دلالة واقعية فانفصلت عن الواقع وعشت فى احلامك فقط.
أيها الامبراطور الحالم.. عد إلى أرض الواقع وتخلص من أحلامك وعزلتك وانبذ الإرهاب والإرهابيين قبل أن يسقطك  شعبك.

[email protected]