عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصريحات اللحظة الاخيرة للبشير

عن عائشة رضي الله عنها " أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة ، فقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب ، فقال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .

تذكرت الحديث النبوى وحكمة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام -الذى ارسى قواعد رسالته وادى امانته بالعدل واقامة حدود الله ولو على اغلى اولاده وهى " الزهراء" ليضرب نموذجا تحتذى به الامة قائدا وشعبا –وانا اتابع تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير حول اعتزامه تعديل الدستور والتشدد فى تطبيق الشريعة الاسلامية بعد انفصال الجنوب.

الرئيس السودانى قال فى تصريحاته انه لم تعد هناك حاجة للتنوع الثقافى والعرقى كما هو فى الدستور المؤقت الحالى والمستند الى الشريعة الاسلامية والتوافق الشعبى والسارى منذ اتفاق نيفاشا للسلام مع الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان والذى سينتهى العمل به فى يوليو2011

تابعت تصريحات البشير من زاويتين فى غاية الاهمية- فى تقديرى- اولهما هل سلم البشير فعليا بانفصال الجنوب قبل الاستفتاء المقرر على مصيره فى التاسع من يناير المقبل؟ وما مقابل ذلك وهل توجد صفقات سرية مع الاشقاء فى جوبا من جانب ومن جانب اخر لماذا ياتى تصريحات الرئيس السودان عقب برقية-غير مؤكدة- سربها موقع ويكيليكس عن تورط الرئيس السودانى فى تهريب مليارات الدولارات خارج السودان الذى نفى وبنك لويدز البريطانى الامر مما يطرح تساؤلا اخر هل كان امر البرقية ورقة تم القصد منها التلويح بها فى وجه البشير للضغط عليه حتى يتم انفصال الجنوب كما يريد الاستعماريون الجدد.

ولكن السؤال هل ضمن الرئيس السودانى -فى حالة صحة وجود صفقات سرية كما يفهم من الاحداث المتواترة على الساحة السودانية- دفن ملف المحكمة الجنائيةللابد فى مقابل مثلا حق تقرير مصير اقليم دارفور وربما الشرق السودانى ايضا ؟...وهو الهدف الاخطر من تقسيم السودان لدويلات وعزل المركز ومحاصرة البشيرخاصة فى ظل الانباء شبه المؤكدة عن استضافة جوبا لحركات دارفور المسلحة وضم خصوم البشير وبينهم كبير مساعديه السابق منى اركو مناوى وخليل ابراهيم زعيم العدل والمساواة.

المتابع للشأن السودانى يدرك تماما ان الرئيس السودانى يبدو انه سلم بالامر الواقع رغم تصريحاته الكثيرة عن الوحدة فما كان يجرى على الساحة السودانية فى وقت سابق هو تصريحات من جانب الشريكين-حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية-عن الوحدة لكن بمفردات انفصالية حتى ازفت الازفة واقتربت ساعة الحسم فى

البلد الشقيق فحشدت الحركة الشعبية- والتى كانت تتحدث عن الوحدة قبل شهور- كل ادواتها لاعلان الانفصال عن الشمال.

اما الملاحظة الدقيقة لتصريحات الرئيس السودانى والتى تعود ايضا على كل زعمائنا ودساتير اوطاننا التى تستمد روحها من الشريعة الاسلامية وهى وللاسف الشديد ابعد ما تكون عن روح الشريعة وعدل الاسلام ولا تطبقها الا على الضعاف من مواطينيها" واللذين يشبهون فى تلك الحال المرأة المخزومية" ولعل ما اضاع السودان واوصله لتلك الحالة الاسلام السياسى الاعمى والابعد عن الروح الحقيقية للاسلام.

وانا لست ضد تطبيق الشريعة ولا انفاذ القانون لكن بدون اقحام السياسة والمتاجرة بذلك ودون استثناء لاحد حتى ولو كان الرئيس نفسه فى اى مكان عربى اسلامى فى العالم ولنا فى رسولنا الكريم القدوة الحسنة ولتقرأوا قصته مع اليهودى..

لقد اثار فيديو جلد الفتاة السودانية جدلا كبيرا فى الاوساط الدولية-وهذا ليس تدخلا فى الشأن السودانى-بقدر ما هو متابعة للمشهد بكل تفاصيله خاصة ان الفيديو غطى على احداث الاستفتاء وادخل الرئيس السودانى فى صدام اخر فى الوقت الذى اتهم هو-شخصيا بالسرقة- وكان الادعى ان يكون اهتمام الاشقاء بامور مصيرية تعصف بالسودان ومستقبله وتضعه على المسلخ الامريكى ليكون الحالة العربية الثانية بعد العراق والثالثة اسلاميا بعد افغانستان.

سيدى الرئيس

اذا كان المحبين للسودان- بلدى المكرر رقم واحد مع مصر- يرون انه كان خطأ تاريخيا اقرار بند حق تقرير المصير على الجنوب فى اتفاق نيفاشا للسلام ولكن ظل عزائهم الوحيد ان الخرطوم وجوبا تعهدا بالعمل على ان تكون الوحدة جاذبة بعد ان حقن الاتفاق التاريخى دماء الاشقاء ولكن ومع رحيل الزعيم جون جارنج تم اغتيال حلم سودان موحد بحقوق عادلة لكل مواطينيه ... وطوال 5سنوات من المد والجزر السياسى بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية يبدو ان السودان تم جزره لكن للاسف الى النفق المظلم وليظل السؤال من التالى؟