عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إختراق العالم السرى لمافيا السيارات المسروقة

قبل أن تغادر سيارتك ليلاً أو نهاراً في الشارع أو في جراج أو حتي امام قسم شرطة. عليك أن تفكر كثيراً فيما إذا كنت ستعود فتجدها أو أنها المرة الأخيرة التي تراها فيها.

لصوص السيارات لم يعد يردعهم أحد، لا ضمير ولا خوف من الله.. ولا خوف من شرطة انهارت منذ الثورة، ولم تقم لها قائمة حتي الآن.
الإحصائيات الرسمية تؤكد ان نحو 16 ألفا و600 سيارة قد تعرضت للسرقة منذ اندلاع الثورة وحتي كتابة هذه السطور، منها 8400 سيارة تمت سرقتها بالكامل، والباقي تم الاستيلاء علي محتوياتها.
فإذا كنت من أصحاب السيارات فندعوك لقراءة هذه المغامرة التي قامت بها «الوفد الأسبوعي» في أحد أوكار الجريمة.
البداية كانت مع «وسيط» رتب لي لقاء مع أفراد احدي العصابات ليكشفوا عالمهم السري.
والغريب أن أفراد العصابة وافقوا علي اجراء الحوار بمنتهي الجرأة.. لكنهم اشترطوا اخفاء اسمائهم وأماكنهم.. وإلا فالموت سيكون ردهم.
انطلقنا الي «الوكر».. ساعة وكنا في شارع مظلم يقف علي ناصيته 3 أشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء والنارية.
وبادرنا احدهم بنبرة حادة خشنة: انت مين ياد؟
حاولنا تهدئته.. وقلت: أنا تبع فلان..
فطلبوا مني الاتصال بهذا الشخص للتأكد، والسماح لي بالمرور، وبالفعل نفذت ما طلبوه مني فسمحوا لي بدخول «الوكر».
فور دخولي منطقة نفوذ العصابة لاحظت 3 أفراد امامهم وعاء مملوء بكافة أنواع المخدرات.

سوق المسروق
كان أفراد العصابة يعرفون أنهم في لقاء صحفي.. ولذلك تعاملوا بطبيعتهم وبكل ثقة، وكأنهم أصبحوا مؤسسة قائمة بذاتها لها الحق في التعامل مع الاعلام، والادلاء بتصريحات حول انشطتهم المتنوعة.
المهم، بدأت أطرح الأسئلة وكان الرد جاهزاً.
قال احد افراد العصابة: نحن متخصصون في سرقة جميع السيارات.. وكل سيارة لها سعر في سوقنا.. فالسيارة فيات 128 بـ 2000 جنيه أو بتذكرة هيروين، مثلها مثل السيارات القديمة.
أما السيارات النقل بـ 7000 جنيه، و«السوزوكي» بـ 3000 جنيه، و«بيجو» بـ 5000 جنيه، اما السيارات الحديثة فنبيعها بـ 10 آلاف جنيه.
وحول الادوات التي يستخدمونها في فتح السيارات قالوا انها لاتزيد علي مفك وصفيحة منشار ومفتاح ماستر والشنبل وهو عبارة عن سلك صلب طويل له ثقبين من أعلي وأسفل وهو سلك «الدبرياش» الموجود بداخل أية سيارة.
مفتاح «الماستر» نطلق عليه المفتاح السحري لأنه يفتح أية سيارة، ونصنعه عندنا.
اضاف أفراد العصابة: ان هناك مهناً مختلفة داخل العصابة نفسها.. فهناك «الدشاش» ومهمته سرقة محتويات السيارة، فهو يستخلص العمود الأبيض داخل بوجيه الكهرباء أو مانطلق عليها «الألماظة» لاستخدامها في كسر الزجاج.
اما بالنسبة لسرقة السيارة بأكملها فتتلخص طريقتها في احضار «الشنبل» ووضه في اليد اليسري ثم يتم قطع «الكويتشة» التي تربط بين باب السيارة وهيكلها، وعندما يتم فصلهما عن بعض يتم انزال «الشنبل» حتي يتم رفع «المسوجر» بعدها يفتح الباب.
بعد ذلك يتم استخراج سلكين من «الكونتاك» وتلميسهما لإطلاق شرارة الدوران ويتم فك «الدريكسيون» عن طريق المفتاح «الماستر».
وحول السبب في امتهان هذه المهنة الاجرامية قال احد افراد العصابة: من أين سأحضر ثمن الهيروين؟! أريد أن «أظبط دماغي».. ولهذا أنا مضطر للسرقة حتي أحصل علي الجرعة.. فتذكرة الهيروين ثمنها 500 جنيه، وماذا أفعل غير السرقة؟

صرخات الضحايا
في المقابل كان صراخ الضحايا أقوي من «كيف» افراد العصابة، يقول أيمن محمد عبد العاطي - أحد ضحايا

عصابات السيارات: سرقوا سيارتي من أسفل المنزل، ولا أعرف طريقها حتي الآن، وطفت شوارع القاهرة والجيزة علي أمل العثور عليها حتي وصلت الي مدينة النهضة شمال القاهرة، والمعروف أن «النهضة» تضم عدداً كبيراً من ضحايا زلزال 1992 وسكان العشوائيات، وأفراد عصابات. كما تشتهر بسرقة السيارات وتقطيعها.
وفي أحد الأماكن دخلت لأري هل سيارتي من بين السيارات المتراصة المسروقة ففوجئت بمجموعة ترفع السلاح في وجهي وهددوني إما أن أغادر المكان وأذهب الي حال سبيلي أو سيقتلوني.. ففضلت الحل الأول سريعاً.. ولم أعثر علي السيارة.
أما صلاح هادي أحمد - سائق تاكسي - فقال: أوقفني شخصان وطلبا مني توصيلهما لمدينة العبور، وما إن استقلا التاكسي حتي رفعا سيفا علي رقبتي وفرد خرطوش.. وأخذا مني مفتاح السيارة ثم ألقوا بي منها في شارع مظلم، وعندما ذهبت الي قسم الشرطة اتصلوا بصاحب السيارة وطلبوا منه 15 الف جنيه فدية حتي تتم اعادة السيارة.
وعندما علمت طلبت من الضابط المسئول التدخل فرفض، وقال: لا أستطيع أن افعل لك شيئا، والأحسن ان تدفعوا الفدية وتستردوا السيارة.

سيارات ليبية
«الوفد الأسبوعي» ذهبت الي مدينة الحرفيين التي تضم نحو 4 آلاف ورشة تطاردها اصابع الاتهام.
عادل مصطفي - أحد الحرفيين - يقول: جاء احدهم وعرض علي شراء سيارات من ليبيا مسروقة وتتراوح اسعارها بين 15 و20 ألف جنيه للواحدة، وهي سيارات حديثة، لكن رفضت خوفاً من الله، فأنا لا أحب المال الحرام.
وانتقلت «الوفد الأسبوعي» الي احد الميكانيكية الذي رفض ذكر اسمه فقال: يتم اخذ جسم السيارة المسروقة، ويتم تغيير «البودي» ووضعه علي سيارة اخري من نفس الموديل، وبالتالي تكون اجزاء السيارة مسروقة.. لكن أوراقها سليمة.
متخصص آخر في مجال هذه النوعية من السيارات قال لـ «الوفد الأسبوعي»: ان تغيير ارقام الشاسية لم يعد صعباً، ويتم ذلك عبر شراء سيارة محروقة أو نتاج حادث.. ثم يتم جلب سيارة مسروقة من نفس الموديل، واستخدام حجر «الجلخ» في محو الرقم القديم، ودق الرقم الجديد الخاص بالسيارة المحروقة.. وتصبح جديدة.
وأخيراً.. عليك أن تنتبه قبل أن تقوم بـ «ركن» سيارتك، فربما تكون هي المرة الاخيرة التي تشاهدها فيها.