رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مشروع مارشال مصري


< الناس="" يتساءلون..="" أين="" «فلوس»="">
أين مساعات السعودية والإمارات والكويت وغيرها من الدول العربية التي لم تتخل عن مصر؟ وربما يكون معهم الحق في السؤال، لأنهم لم يروا حتي الآن بوادر أمل في مشروع قومي وطني حقيقي تترجمه الحكومة إلي واقع ملموس، بعيداً عن تلك التصريحات الوردية التي يصدع بها الوزراء دماغنا ليل نهار..

< الناس="" يريدون="" مشروعاً="" تذهب ="" إليه="" تلك="" المساعدات="" التي="" جعلتنا="" في="" عيون="" العالم="" دولة="" متسولة،="" أدمنت="" العيش="" خلال="" السنوات="" الماضية="" علي="">
الناس يشعرون انهم في حرب طاحنة  مع الغلاء وسائقي التاكسي والميكروباص، ونسوا تقريبا حربهم مع الارهاب، وإذا كان المتخصصون من رجال الاقتصاد ومجتمع الأعمال يعتبرون حكومة محلب الثانية من أشجع الحكومات التي تجرأت مع بداية عهد الرئيس السيسي، ورفعت دعم الوقود لتصحيح مسار الميزانية «الخربانة»، الا أن رفع الدعم وحده لن  يخدم الغلابة والفقراء، بل سيدفعون ثمن هذا الرفع مضاعفا إن لم تبادر الحكومة فوراً في اعداد مشروع مارشال مصري، فالوضع الاقتصادي بالفعل يحتاج الي خطة الوزير جورج مارشال التي وضعها عام 1947 لاعادة إعمار الدول الأوروبية التي تضررت من الحرب العالمية الثانية.. ومن وجهة نظري أري أن تمويل هذه الخطة ليس صعبا ولا مستحيلا، بل يمكن توفيره سريعا بأموال مصرية مائة في المائة بعيدا عن المساعدات والقروض، وأولي قنوات التمويل هي تحويلات نحو 9 ملايين مصري بالخارج، بالاضافة الي 70  مليار جنيه حجم ضرائب متأخرة علي الهاربين من رد الجميل للوطن،  فضلا عن أموال الصناديق الخاصة، والاستفادة المثلي من مواردنا الطبيعية المنهوبة من قبل شركات دولية تعتبر أرض مصر «بقرة حلوب»، ناهيك  عن ملايين الجنيهات التي يمكن توفيرها لمشروع مارشال المصري بعد إخلاء وفلترة الوزارات من المستشارين والخبراء والمحظوظين الذين يتقاضون ملايين الجنيهات شهريا وهم جالسون في غرفهم المخملية المكيفة يخدمهم عشرات من الموظفين يحملون ميزانية الدولة أموالا طائلة.
فعند جمع كل هذه الأموال في عدة مشاريع صناعية  وزراعية وتجارية صغيرة للشباب بعد اعفائها من الضرائب يمكن أن نقضي علي البطالة

التي تفترسهم وتحولهم الي قوي منتجة تسهم في اعادة بناء مصر وجعلها في الأمد القريب نمراً افريقيا صاعداً.
وعندما أنادي بمشروع مارشال مصري، فلا يعني ذلك التقليل مطلقا من أهمية مشروع مارشال الخليجي الذي تتبناه السعودية والإمارات والكويت لإعادة إعمار مصر اقتصاديا ولكن ما أقصده هو السير نحو  نهضة مصر بجناحين «داخلي وخارجي» لكي يشعر المواطن بصدق النية والإصرار علي الإصلاح، ولكي تأتي المشاريع الداخلية الصغيرة بثمارها سريعاً، فتخفف آلام المطحونين بالغلاء ويجد أبناؤهم فرص عمل تخرجهم من دائرة الاحباط وفقدان الأمل في الاصلاح.
< المهم="" أن="" نبدأ="" وبسرعة="" في="" التحرك="" داخليا="" وخارجياً،="" ونحدد="" أولوية="" المشاريع،="" فالأيام="" تمر،="" ولن="" يرحم="" الشعب="" رئيس="" الدولة="" ورئيس="" الحكومة="" عندما="" تحول="" الوعود="" إلي="" سراب="" ومصر="" وشعبها="" لا="" تحتمل="" أي="" ثورة="">
< إن="" حال="" شبابنا="" لا="" تسر="" عدواً="" ولا="" حبيباً،="" وتستدعي="" إقامة="" مشاريع="" سريعة="" لهم،="" كما="" أن="" حال="" مصر="" بشكل="" عام="" ينذر="" بإفلاسها="" إذا="" لم="" تستثمر="" الأموال="" والمساعدات="" والقروض="" في="" مشاريع="" قومية="" عملاقة،="" وعندما="" يتوقع="" الخبراء="" أن="" تبلغ="" استثمارات="" مشروع="" مارشال="" الخليجي="" نحو="" 160="" مليار="" دولار،="" فإن="" هذا="" المبلغ="" الضخم="" يحتاج="" من="" حكومتنا="" أن="" تكون="" علي="" قدر="" المسئولية="" التاريخية،="" وتسرع="" في="" استثمار="" هذه="" المليارات="" في="" مشاريع="" محور="" قناة="" السويس="" وممر="" التنمية="" ومنخفض="" القطارة،="" ولو="" نجح="" أحدها="" فقط="" سينقذ="" مصر="" وشبابها="" ويغنيها="" عن="" شر="" التسول="" والسؤال.="">