رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

افهم يا «كيرى»

• قامت الدنيا ولم تقعد، في أمريكا وأوربا، بمجرد أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها التاريخي بالسجن المشدد عشر سنوات لـ 18 متهماً في خلية ماريوت الإخوانية والمتورط فيها عدد من الأجانب والمصريين الذين يعملون ضمن فريق قناة الجزيرة في مصر.

• أعربت واشنطن عن استيائها، ولم يخجل جون كيري وزير خارجية أمريكا (راعية الحريات والديقراطيات)  من أن يعلق على أحكام القضاء، وتناسى  هو ودولته  ان هذا من المحرمات دولياً، ولا يتفق مع أي ميثاق عالمي، ويعتبر  تدخلا  سافرا  في  شئون الدولة المصرية، واهانة بالغة للقضاء المصري .
• وصف كيرى (الداعم للإخوان والرافض لثورة 30 يونية) الحكم بالقاسي والوحشي، وكأن مصر تعيش في غابة ولا توجد بها مؤسسات قضائية، وهنا لن أسال السيد كيرى عن مبررات  هجومه الوحشي على القضاء المصرى؛ لأنها معروفة لكل ذي بصيرة ، فهو لايريد  لمصر قضاء قوياً، ينتصر لدولة القانون ويردع  الإرهاب بكل أشكاله الفكرية والدموية، يريد مصر الضعيفة المهزوزة التى لا  تقول (لا) أبداً لماما أمريكا وأعوانها وأصدقائها في الشرق الأوسط.
• السيد كيرى(كان نفسه ومنى عينه) أن يرى جماعة الإخوان المسلمين  مثل حركة «داعش»  تنجح في تفتيت مصر إلى دويلات، وتصبح  كالعراق حاليا تمزقه الفتنة الطائفية،  ويأكل على مائدة انهياره كل وكلاء الاستعمار الجديد  في الشرق الأوسط الكبير.
• كيرى ورفاقه في بريطانيا والمانيا وهولندا وفرنسا واستراليا وغيرها  من دول الاستعمار القديم، يريدون إضعاف مصر وكسرها سياسيا واقتصاديا، حتى يلعبوا ويمرحوا كما يشاءون في شرق أوسط آخر جديد ومختلف تتزعمه إسرائيل، ويمكن من خلاله إعادة تقسيم النفوذ في  البلدان العربية والإفريقية، متجاهلين أن شعوب هذه الدول  بدأت تنتبه وتستفيق من غفوتها.
• اسأل السيد كيرى.. ماذا كنت فاعلا  لوحدث العكس وعلق وزير خارجيتنا  سامح شكرى على أي حكم قضائي  صادر في أصغر ولاية  أو مقاطعة أمريكية ضد أي مصري هناك؟ وماذا كنت فاعلاً لو قدمت أجهزة الأمن الأمريكية ـ كما فعلت أجهزة الأمن المصرية والنيابة العامة ـ أدلة دامغة  على تورط خلية أو جماعة أو حتى شخص واحد في قضية تمس الأمن القومي الأمريكي.. هل تجرؤ ان  تتهم أجهزتك الأمنية والمخابراتية  والقضائية 

بعدم الحيادية أو تسمح لأحد أن يسيء إليها؟
• لا تغالط  نفسك ، وكن على مستوى مسئولية المنصب والمكانة،  ولا تلعب في الممنوع، فمصر بعد (30 يونية والسيسي) تختلف كثيراً عن مصر في عهد مرسى والإخوان، وإن كانت الدبلوماسية المصرية لم  تقم بدورها في توضيح حقيقة الموقف، وسمحت لمثلك بأن  يتدخل هكذا في شئوننا، فأعدك بأن هذا التقصير لن يحدث بعد اليوم ، لأن مصر كلها يا كيرى تغيرت، دولة وحكومة وشعباً، فافهم  لو أردت  أن تفهم، أو امسك لسانك ولا تقترب من القضاء المصري الشامخ، وإن كنت تظن مجرد الظن، أن استدعاء بريطانيا وهولندا لسفيريهما في مصر يشكل  ضغطا سياسياً وإعلاميا على الحكومة المصرية، فقد خاب ظنكم جميعا، لأن الشعب  المصري من الإسكندرية حتى أسوان يدرك جيدا موقفكم من الرئيس السيسى، ويعلم انكم لم تتخلوا بعد عن دعم التنظيم  الدولى للإخوان  راعي الجماعات الإرهابية في مصر.
• أحسن صنعا سامح شكرى وزير خارجيتنا، عندما أسرع وكلف سفراء مصر في الخارج، بإجراء مقابلات مع وزراء الخارجية لتبيان الموقف، وعرض بيان النائب العام على كل المعنيين في أمريكا وأوروبا واستراليا وكل دولة لها متهم في القضية، ولكن لا نريد  أن نقف عند مجرد التوضيح، وإنما لابد وأن يكون التعامل بالمثل، وأن يكون لنا موقف حاسم ضد هذه التدخلات المتكررة في شئون الدولة المصرية، وأن يتحرك نادي القضاة دولياً للحفاظ على سمعة مصر قضائياً.