رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلنا في الوحل

ما الذي حدث للمصريين؟.. انحدرت القيم، اختفت الشهامة والرجولة والنخوة، سقطت كل الأقنعة وأوراق التوت، وأخرجت الثورة ماكان راكدا في القاع، وسقطنا دون أن ندرى في بئر الانحطاط، يغمرنا الوحل ويغطينا الطين، ويبدو اننا سنبقى في هذا الوحل سنوات وسنوات، ولن نستطيع تنظيف البئر، ولا تطهير أنفسنا، إلا إذا قررنا فعلا خلع القناع . 

قبل ثورة 25 يناير كان ربنا ساترنا، وبعدها فجرنا، واعتقدنا أن الثورة تعنى التمرد على كل شيء، على الأخلاق والقيم والمباديء والعادات والتقاليد بل على انفسنا وذواتنا، لنصبح في النهاية إفرازا وصديدا كريها لجرح غائر، ومزيجا عجيبا لنوع  من المصريين  ظهر فجأة  كنبت شيطانى، ليس من تلك الأرض ولم يشرب من ماء النيل .
عن أخلاق الثورة أتحدث بعيدا عن معركة السيسى وصباحى، وحماقات مرسى وأنصاره ، سأتجاوز من يطلقون على أنفسهم (نشتاء) و(حكوكيين) و(محللين وباحثين) وأغوص فى بئر فاضت بما فيها وبقيت رواسبه في قاع، لا يختلف كثيرا عن قاع «بلاعات  المجاري». سأقف قليلا عند زنا المحارم واغتصاب الكهل لطفلة الخامسة، وافتراس الشاب لبنت السادسة، وهتك الأب لعرض صغيرته قبل أن  تأتي الأم وتقدمها للعشيق. فلم يعد الأب يدرك قيمة الشرف، ولم تعد الزوجة تعنيها العفة، ولم يعد الخال ابا، وأصبحنا كلنا في بئر الانحراف ووحل الانحطاط متساوين، طالما سكن الفقر منازلنا، وغابت القدوة عن الديار، وانشغل استاذ الجامعة بعلاقة حميمية مع تلميذة كل همها الحصول على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في أسرع وقت وبأقصر طريق.
قبل فترة ضبطت مباحث العمرانية أسرة بكاملها، يمارسون الزنا مع بعضهم بعضا، الزوج يقدم زوجته طواعية لأخيها على فراش الفاحشة ،ويقول للنيابة «فيها ايه يعني، محصلش حاجة، أحسن ما تروح برا، أخوها أولى، وطالما هو بيصرف علينا بيأكلنا ويشربنا ويفسحنا  فمن حقه يتمتع بأخته»... هكذا قال الزوج اما العجيب فعلا ولا يصدقه عقل، ما حدث بين  زوجة الأخ وأخيها ، فعندما اكتشفت الفضيحة اسرعت تخبر أخاها،فإذا به يطلب منها نفس الشيء قائلا «نيجى احنا كمان نعمل زييهم ،هو حرام علينا

حلال ليهم» وحدث ما يهتز له عرش الرحمن ولكن لم يهتز ضمير أي فرد في تلك الأسرة التى تباهت فيها الأخت امام النيابة باستمتاعها مع اخيها أكثر من زوجها!  ويقف وكيل النيابة حائرا بين شرع الله والقانون الوضعى الذى بمقتضاه أفرج عن كل أفراد الأسرة لعدم اتهام أى منهما  للآخر؟!.
قد يقول قائل وما ذنب الثورة؟ وإليه أرد السؤال.. و هل هذه مصر التي نعرفها ؟ وهل هؤلاء هم المصريون الذين بنوا الأهرامات وشقوا قناة السويس وبنوا السد العالي وأعادوا للعرب قيمتهم بنصر اكتوبر ويوم العبور، واسقطوا نظام مبارك الفاسد، وأنقذوا مصر من مخططات الإخوان ؟ لا وربي ليسوا هم، لا الوجوه وجوههم ولا الأخلاق أخلاقهم ، وأكيد (فيه حاجة غلط).
إن تكرار مثل هذه النماذج السيئة ، يدق ناقوس الخطر، فما خفي في القاع تحت رواسب الوحل أفدح وأخطر، وأعتقد ان العرض سيستمر سنوات أخرى، طالما بقي السبكي وفيلمه (حلاوة روح) وبقيت أخلاق هيفاء وهبي وسما المصري ومرتضي منصور، وبقى كل هذا الصمت القاتل من  المثقفين والأزهريين والدعاة والإعلاميين واساتذة علم النفس والاجتماع . فماذا تنتظرون يا سادة؟ أنقذوا مصر وأعيدوا لها أخلاقها الضائعة وحضارتها المسلوبة، انزحوا البئر وطهروها حتى لا تتسرب (الوساخة)  إلى كل الآبار، ونجد في كل حارة وشارع زينة وميادة أخرى وحوادث مفجعة يشيب لها شعر الجنين.