عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوباما.. ومرسى القرار يختلف

> فرق كبير بين رئيس قادر على اتخاذ قراره مبكراً دون تردد، وقادر على حماية دولته بمجرد حدوث الخطر، وبين آخر،  يرتهن فى كل خطوة يُقدم عليها لمصالح عشيرته وجماعته وانتمائه وولائه السياسى.

> أتحدث عن «أوباما» و«مرسى» وما تعرضا له من اختبار صعب على يد عناصر تنظيم القاعدة والجهاديين.
الأول اجتاز الامتحان بجدارة، ورسب الثانى، فأجبر على دخول ساحة الاختبار للإعادة، وما عليه سوى تحمل نتيجة «الملحق»... ولولا إطلاق الجهاديين للجنود السبعة المختطفين، بعد إصرار قيادات القوات المسلحة والمخابرات والشرطة على التحرك لكان قد رسب الرئيس مجدداً، ولكن الله لطف به وبنا،  حتى وإن لم يتم القبض على الجناة والإرهابيين الذين سمح لهم مرسى بتأخره فى أن يروعوا شبابنا ويبكون مصر كلها.
> عاد الجنود المصريون ولكن لم يعد بعد حق 16 جندياً قتلوا فى رمضان فهل يجرؤ الرئيس على كشف المتهمين فى هذه الجريمة البشعة؟!.
> فى سبتمبر الماضى، وبعد شهرين تقريباً من مجزرة رفح ــ التى أودت بحياة 16 شاباً مصرياً ــ تعرضت القنصلية الأمريكية فى بنغازى لهجوم إرهابى نفذته عناصر من القاعدة، ذهب ضحيته السفير الأمريكى لدى ليبيا وثلاثة آخرون، فانتفض الرئيس أوباما، وخاطب شعبه واعداً بتأديب الجناة القتلة ومن خلفهم، ولو كانوا على بعد آلاف الأميال، وتفرق بينهم وواشنطن بحار ومحيطات.
> وما إن كشفت التحقيقات تورط هؤلاء الإرهابيين حتى تحرك الرئيس الأمريكى سريعاً، وأوفى بوعده لشعبه، وقرر توجيه ضربة عسكرية لمنفذى الهجوم المتمركزين شرق ليبيا، آمراً قوات «المارينز» بصيدهم كالخرفان أو القضاء عليهم فى عقر ديارهم وأوكارهم.
> وعلى النقيض تماماً فعل الرئيس المصرى، وعد شعبه بالقصاص من قتلة جنودنا فى رفح، وتطهير سيناء بالعملية «نسر»، ثم فجأة التزم الصمت وتوقفت عمليات التطهير وكأن من ذُبِحوا ليسوا مصريين، وكأن سيناء ليست جزءاً من الوطن، وأن تطهيرها من فلول القاعدة والجهاديين المتشددين يدخلنا فى حرب مع دولة أخرى؟!
> عشرة شهور مضت، ودماء جنودنا الزكية لا تجد من يقتص لإهدارها وسفكها، والنتيجة جريمة أخرى تنكأ الجرح الغائر، وتحرج الجيش وأجهزة الأمن، وتظهر الدولة فى عيون العالم هشة، ضعيفة وعاجزة قبل أن تتم

صفقة الإفراج التى لم تتكشف سرارها بعد، وكما يقول المصريون: «لو أن الرئيس قدم قتلة الـ16 للعدالة لما تجرأ هؤلاء على احتجاز جنودنا السبعة فى العريش».
> وفى ضوء عدم القبض على الخاطفين وعدم التعرض لهم بأى سوء، يتوقع كثيرون أن تذوب جريمة الاختطاف وتختفى ملامحها مثل سابقتها فى رفح، لأن الفاعل واحد، خرج من رحم «الإخوان»، ينتمى لفصيل الإسلام السياسى، تدعمه مخابرات حماس، والرئيس بطبعه متدين، يعرف ربه، حريص على صلة الرحم، وأولى القربى، والجار الجُنب وابن السبيل، فالمهم هنا رضا الجماعة والأصدقاء وعدم إغضاب حماس والسلفيين الجهاديين..
> وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه من المواءمات والمصالح السياسية، فإن الرئيس يثبت بالفعل أنه لم يستوعب بعد درس الولاء للوطن وليس الجماعة، ولم يدرك الفارق الكبير بين «التهتأة» عند اتخاذ القرار والقوة عند إصداره وتنفيذه وتحمل تبعاته مهما كان الثمن.
> إن مصر لم تعد تحتمل ما يمس سيادتها وكرامة جنودها، ولن يخضع جيشها وأجهزتها الأمنية لأى مساومة أو ابتزاز، ولن يقدموا تنازلات لمجرمين وإرهابيين وسفاحين وتجار دين، وإن كان هؤلاء نجحوا من قبل فى الإيقاع بين الجيش والشعب، واستخدموا كل وسائل المكر والخداع السياسى حتى بلع الثوار الطُعم وشربت الأحزاب «المقلب»، إلا أنهم لن يستمروا طويلاً فى الضحك على الشعب، لأن الألم هذه المرة له وجع آخر مختلف.
والخميس المقبل حديث آخر عن دولة الإخوان فى سيناء