رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة سيئة السمعة

رغم أنها نجحت في إسقاط أعتى النظم الديكتاتورية في الشرق الأوسط، الا أنها فشلت في تحقيق أهدافها، وعجزت عن تطبيق شعارها «عيش..

حرية.. عدالة اجتماعية» وفوق هذا وذاك صارت ثورة 25 يناير سيئة السمعة في عيون بعض قادة العالم ووزراء ومسئولين في الدول العربية.
لست بالطبع ضدها ولن أكون يوما كذلك ولكنها الحقيقة التي ينبغي عدم تجاهلها في يوم ذكراها ومرور عامين على إسقاط الثوار لنظام مبارك والاطاحة بكل رموزه ورجاله.
انشغل الثوار بالائتلافات وغيرها من مسميات الانقسام والشتات، وتركوا الميدان للاخوان، والساحة لحزب الحرية والعدالة وغيره من الأحزاب الدينية الوهابية والسلفية والجهادية، وأصبحت مصر في قبضة «الاسلام السياسي» برعاية اخوانية ومباركة رئاسية، ودعم شديد من حزب «الكنبة» الصامت.
ورغم مرور عامين على الثورة لم يشعر المصريون بتغيير حقيقي، تغيرت الأشخاص والوجوه، والأسلوب واحد، والاداة واحدة، والهدف أيضاً واحد وهو السيطرة والاستحواذ والاقصاء لكل من يخالف الجماعة، ودخلت البلاد منعطفاً خطيراً تقودها السياسات المتخبطة والقرارات المتضاربة والمتناقضة من أزمة لأخرى، وأصبحت الثورة بل ومصر كلها بفعل الممارسات السياسية غير المسئولة للرئيس وعشيرته وحكومته محل سخرية وانتقاد من العالم الذي يراقب عن قرب تطورات ونتائج الثورة المصرية.
ولذا لم يكن غريباً أن يعلن آصف زرداي رئيس باكستان لشعبه «انه لن يسمح بتكرار تجربة الاخوان في مصر» ومثله فعل وتهكم من أحوالنا السياسية والاقتصادية حميد شياط أمين عام حزب الاستقلال المغربي الذي حذر الحزب الحاكم في بلاده من أخونة ومصرنة الدولة.. وكأن مصر بنظامها الحالي أصبحت كما يقولون «مصابة بجرب ينتقل عدواه لكل من يحاول الاقتراب منها أو تقليدها».
انتفض الشعب وأسقط شباب مصر - في 18 يوما فقط - نظام مبارك بكل سلطته وجبروته.. ولكن رغم مرور عامين على ثورته لم تنتفض دولة الاخوان على الفساد وعلى الظلم، ولم تتحرك للقصاص من دم الشهداء، ويكتفي رأس الدولة بالشعارات والخطب والوعود الوهمية البراقة، وكأنه لم يستوعب الدرس ولم يختبر بعد ذكاء هذا الشعب الذي منحه صك الصعود والانقضاض على السلطة عناداً في الفريق أحمد شفيق.
فمن أزمة إلى أخرى تقود حكومة الاخوان البلاد الى الهاوية، انهيار في كل شىء.. بدءا بالسياسة ومروراً بالأمن والاقتصاد ونهاية بالأخلاق والقيم.
العمال والصناع والمزارعون والموظفون والمثقفون، بل وحتى الجهلاء والأميين يشعرون اليوم بأن ثورتهم سرقت واختطفت على يد الاخوان الذين يتحكمون الآن في كل شىء وليس في الرئاسة والحكومة فقط.
ولا أدرى كيف تفكر جماعة حرمت عشرات السنين من ممارسة الحقوق الطبيعية السياسية، وتأتي الآن وتسعى بكل ما أوتى لها من قوة الى حرمان

المصريين من هذه الحقوق «؟!» ولا تدخر جهداً في سلق القوانين والتشريعات التي تثبت بها أركان دولتها المزعومة.
فبينما يحرق الاهمال القطارات والمؤسسات الخدمية وتتناثر اجساد المصريين أشلاء فوق القضبان لا شغل للرئاسة والحكومة سوى مواجهة موجات غضب القوى الوطنية بمزيد من الغباء السياسي أو النصب الذي ينعكس سلباً على اقتصاد البلاد وأنشطتها ومرافقها الحيوية وبنيانها الاجتماعي والأمني.. وهو ما يزيد حصاد ثورة يناير تشويهاً.
لقد بلغ معدل جرائم القتل أرقاما قياسية، وارتفع بزيادة 130٪ عما كان عليه قبل الثورة، بل قفز معدل الزيادة في جرائم السرقة بالإكراه الى 350٪.
وفي الجانب الاقتصادي سجل اجمالي الدين رقماً تاريخياً غير مسبوق وبلغ «1331.1 مليار جنيه» وسجل الدين العام الخارجي زيادة تقدر بنحو 335.4 مليون دولار، ووصل اجمالي الديون المستحقة على مصر داخليا وخارجيا الى «1557 مليار جنيه» أي ما يعادل «1.5 تريليون جنيه» وهو أعلى مستوى للديون شهدته مصر عبر تاريخها.
فهل بعدكل هذا الخراب خراب؟!! وهل صنعنا ثورة لنخرب بلدنا بأيدينا على يد حكومة عاجزة ورئيس لم يقنعنا بعد بأنه لكل المصريين ولا يستطيع أن يفرق بين السلطة والدولة..
أقولها وأمري إلى الله.. سيدي الرئيس اكسب ثواب في هذا الشعب المطحون.. وافعلها في ذكرى الثورة.. ارحل.. تنحى.. أو على الأقل كن شجاعاً واتخذ قراراً بحل الجماعة التي جعلتك ضعيفاً مهتزاً في عيون من منحوك أصواتهم.. افعلها سيدي حتى تعود سمعة ثورتنا الى سابق عهدها..  نظيفة طاهرة منزهة عن المصالح والأهواء.. وعندها سيحملك الثوار مجدداً فوق أكتافهم في ميادين الحرية التي جاءت بك رئيساً قبل أن تتحول وتتغير وتصبح لعشيرتك.. آسف.. لقبيلتك فقط.. فالعشيرة وحدها لم تعد تكفي مرسي في زمن الاخوان.