رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا تنشط السياحة فى لبنان وتتقهقر فى مصر

حينما تجد دولة مثل لبنان وهى صغيرة جدا بالنسبة لمصر أن السياحة أصابها كساد .. فتلجأ عقول ابنائها وبالذات كل من يعمل فى المجال السياحى من الحكومة والقطاع الخاص الى تشجيع وجذب السياح الى القدوم اليها دون غيرها من الدول المجاورة ..

وفى الآونة الأخيرة .. استغلت لبنان ما أصاب السياحة فى مصر من تدهور بسبب القلاقل وعدم الاستقرار الأمنى والسياسى بها .. فأصدرت قرارا بتخفيضات هائلة للسياح لمدة خمسين يوما .. فى السفر من والى لبنان وكذلك فى جميع فنادق لبنان .. مع تشجيع المهاجرين اللبنانيين فى جميع أنحاء العالم الى زيارة الدولة الأم مع عائلاتهم وأصدقائهم ومعارفهم والعاملين معهم فى أعمالهم المختلفة ..
وحكمة هذه المدة "50 يوما" أن يستكشف العاملون  بالسياحة حجم الضغط السياحى وحجم الأموال التى سوف تضخها السياحة فى هذه المدة الوجيزة .. وبالتالى ماسوف تسفر عنه الحالة المتردية فى مصر التى دفعت بالسياحة والسياح الى الهروب الى دول أخرى ..
وقد تمتد هذه المدة بعد ذلك أوتقصر أو يتم الغائها  طبقا للنتائج التى سوف تحققها لبنان خلال وبعد مدة الخمسين يوما ..
ولبنان ليست الدولة الوحيدة فى العالم التى تلجأ الى تنشيط السياحة فيها بكافة الطرق والأساليب .. فجميع دول العالم تفعل ذلك حتى فرنسا وأسبانيا وجميع دول أمريكا الجنوبية وعلى راسها دولة المكسيك التى أصبحت معقلا عالميا  لتجارة المخدرات .. تلجأ لجميع الوسائل لجذب السياح من أبنائها وطبعا الأجانب ..
أما مصر العظيمة بآثارها التى يعرفها العالم كله ويتوق لرؤيتها وزيارة أماكنها .. الصغير قبل الكبير من جميع دول العالم .. فحينما تسأل أى وزير سياحة فى الخمسين سنة الماضية عما فعل لتنشيط السياحة " فينجعص" أمامك فى جلسته وبقول لك بفخر أنه فى عهده قد حقق مالم يحققه عنتر ابن شداد ببناء عدة غرف فى بعض الفنادق .. وكأنه "مقاول بناء"
وأنا لا أنسى ما عانيته مع أسرتى سنة 2002 منذ أن وصلنا الى مطار القاهرة الدولى وأثناء رحلتنا الى شرم الشيخ ومعاملة المسئولة عن السوق الحرة فى المهندسين ..والسرقة فى الأسعار .. ومطاردة الصبية فى الشوارع لكل من يضع عقالا فوق رأسه " تعال ياحاج عندنا شقة مفروشة يا حاج وهاتنبسط ياحاج" .. وقلة أدب الصبية فى منطقة الأهرامات
وها قد أتى عهد الأخوان المسلمين الذين قد بدأوا يفتخرون بالشواطئ  الحلال "كالذبائح الحلال" أى التى ينزل الى البلاجات فيها نساء منتقبات ويحرم على السائح ان يمسك يد زوجته أو خطيبته  .. ومن يعلم ماذا سوف يأتى أو يحدث بعد ذلك .. حتى وصلت نسبة الاشغالات فى بعض فنادق مصر الى الحضيض .. وكما يقول الزميل  صلاح ادريس وهو رجل أعمال ناجح فى سيناء فى أحد مقالاته :    " الدَوْلة بتقول إن نِسبة الإشغالات السِياحيَّة فى جنوب سَيْناء 65% .. ومن وَسَط جنوب سَيناء بأقولكم إن نِسبة الإشغالات فى ديسمبر و أعياد الكريسماس ورأس السنة كانت فى السابق 

بتتعدى ال110% كل سَنة .. وبَقالنا سَنتين ولِغاية النهاردَة  النِسبة لم تتعدى الـ 11 % .. والـ 65% بتاعِتكم دِى  يمكن تكونوا بتقصُدوا بيها أسْبانيا ولا هَاواى .. لكن مش مِصر أبداً ياكَذابين !!"
وخفة ظل صلاح أدريس لاتمنعنا من التمعن فيما آ لت اليه السياحة فى مصر .. فمن يمكن أن يأتى الى مصر فى خضم الأحداث الراهنة والأسعار التى مازالت ترتفع يوما بعد يوم مع مايستتبع ذلك من تردى الخدمة والمعاملة فى الأماكن التى تتعامل مع السياح ..
فحين تجلس فى محل "بيتزا" فى الدقى ويقدم لك المحل ورقة مكتوبة باللغة الانجليزية عن تاريخ هذا المحل ليس فيها كلمة واحدة سليمة فى الهجاء ..وتسأل على ورقة "نابكن" فيقول لك الخادم أنهم لايقدمونه الا لمن يدفع ثمن علبة .. ثم تجد حولك حشرات متحركة فى كل مكان .. فلا يمكن أن تأتى الى هذه البلد مرة أخرى ..
وحين تذهب الى أحد منافذ البيع الخاصة بالسوق الحرة فى المهندسين وتجد رئيسة المكتب تجلس وحولها مجموعة من أصدقائها يسارعون فى الرد على أسئلتك نيابة عنها .. وتصطدم معها فى فهم القانون .. فتقول لك بوقاحة " أن البلد تتفضل عليك بهذه الخدمة لأنك من أصل مصرى .. أضف الى ذلك معاملة البنوك النصف أجنبية التى تعد أسوأ معاملة فى العالم .. وموظفيها لا يفهمون شيئا عن الأنظمة البنكية ..
لقد ذهبنا أثناء زيارتنا الى محل مشهور لبيع الذهب وبعد شراء ما أردنا ومنها قطعة "ذهب" أبيض وجئنا بها الى الولايات المتحدة لنكتشف أنها لاتمت الى الذهب بصلة .. لأن العاملين بالمحل كانوا يعلمون أننا عائدون من حيث أتينا ..
كل هذا وأسعار الفنادق والرحلات الجوية مازالت كما هى فى مصر .. الآن تستطيع أن تعرف لماذا  يفضل السائح أن يتوجه الى لبنان بدلا من مصر!!
ياسادة .. السياحة ليست زيادة غرف الفنادق ولا تجدوا اشغالا لها .. اتعلموها بأة !!
--
تحياتى من كاليفورنيا ..
[email protected]