رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القتل أو التعذيب .. المحكمة الدستورية

تذكرت وأنا أقرأ قرار المحكمة الدستورية بايقاف جلساتها .. ما قرأته فى ستينات القرن الماضى من قول صدر عن الأستاذ الدكتور عبدالمنعم الشرقاوى المحامى حين تم القاء القبض عليه أيام جمال عبدالناصر واعتقاله رهن التحقيق .. وقال لزبانية عبدالناصر "اقتلونى بس ماتعذبونيش"

ويبدو أنه كان قد تم ترويعه باللايداع فى السجن الحربى أو تم ايداعه فعلا .. لأن سمعة السجن الحربى –فى ذلك الوقت -  فى التعذيب كانت تسبق النطق باسمه فى أرجاء مصر .. مما دعاه الى قول قولته المشهورة سالفة البيان .. والتى صرنا نستشهد بها نحن شباب المحامين فى ذلك الوقت فى قضايا الحريات ضد أجهزة الأمن  بكافة أنواعها

ومعنى هذا ان التعذيب هو الخوف من الايذاء وليس الايذاء نفسه .. فالاغتيال المعنوى أكثر ترويعا وأعتى تأثيرا من التهديد الجسدى نفسه .. فمن الممكن لكثير من الناس احتمال  الاعتداء الجسدى دون التهديد النفسى ..لأن سمعة القاتل أحيانا تقتل قبل أن يقتل الضحية

وحتى لاأطيل على القارئ وأخرج عن موضوع الحديث .. حين قرأت أن قضاة المحكمة الدستورية قد تعرضوا للاغيال المعنوى .. وكما قلت فى مقال سابق أن التهديد المعنوى أعتى من ااتهدبد الجسدى مما يدفع الشخص الذى يقع تحت التهديد ان يطلب الموت خوفا مما قد يحدث له من ايذاء قد يقع عليه أو على احدا من المقربين له..

فان كان قضاة المحكمة الدستورية قد تعرضوا الى تهديدهم بالاغتيال وحرقهم داخل أروقة المحكمة او ارسال اشلائهم فى "شكاير" الى موقع الرئاسة كما قرأنا واستشعروا فعلا امكان حدوث بعض هذا الضرر .. فكان من حقهم تأجيل نظر هذه الدعاوى بغض النظر عما كان يمكن أن يصدر من أحكام فيها ..

وأحب أن أضيف للقارئ أن عدم امكانية حدوث حجم الضرر الذى تم التهديد به لايغير من التهديد نفسه شيئا .. ولعل القارئ يتبين بوضوح قوة تأثير هذا التهديد رغم يقينى بصعوبة تحقيقه  ان قلت له أن فرائسى كانت ترتعد  حين قرأت الجرائد المصرية فى الصباح - وأنا فى لوس انجلوس – لأن بين قضاة المحكمة أحد أصدق أصدقاء عمرى ..

والغريب ليس هو انقسام الشعب المصرى الى فئات وأطياف ..

منها من يؤيد أو يعارض أى قرار مثل قرار الدكتور محمد مرسى الأخير .. وانما هو التعصب والتعنت فى الراى .. الذى يصل الى حد ايذاء كل معارض  له رأى آخر ..

فانقسام الشعب الى فئات وطوائف هو علامة صحة  فاذا  تم مناقشة الآراء باسلوب ودى تحققت الديمقراطية وان خرجت عن حدود الود كان اسلوبا غوغائيا وهمجيا لايصلح الا فى الغابات وبين الناس الغير متحضرين ..

ويبدو أن المصرى الذى يغادر أرض مصر يحتفظ بعاداته السيئة قبل الحسنة ..

فمن بين عشرات قضايا التحكيم  والتوسط  التى حكمت فيها.. ومئات المتقاضين  الذين كانوا جميعا يتصفون بالأدب والتحضر والمناقشة الهادئة دون عويل أو صراخ أو تهديد من طرف لآخر

Arbitration and Mediation

كان هناك شخصا واحدا من أصل مصرى  ..دعيا وغبيا ..  غاية فى الوقاحة والتعالى   وتخصص فى كتابة الشكاوى الكيدية  بالأسلوب المصرى .

.فهل هى البيئة أم التعليم أم الاعتياد أم الرغبة فى الارتقاء بالنفس  لمن يتعاملون بأسلوب متحضر!!! والأمثلة على هذا الأسلوب المتحضر فى المناقشة  لاتقع تحت حصر فى الولايات المتحدة .. ولذلك فأنا لم أتعجب حين قال الدكتور محمد مرسى أن المظاهرات هى أسلوب ديمقراطى وياليته كان قد أردف "على أن تتم  بأسلوب متحضر" ..

ومن الاساليب الديمقراطية بخصوص المظاهرات فى الولايات المتحدة أن يبلغ القائمون بها أجهزة الأمن مسبقا بعدد المتظاهرين المتوقع حضورهم  ومدة التظاهر وسبب التظاهر ومكانه على وجه التحديد ..

فمتى نتعلم !!!

تحياتى من كاليفورنيا ..

[email protected]