رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السادات ... بين الجحود والوفاء

ليس صحيحا أن الانسان المصرى وحده  هو سبب نصر أكتوبر ...  وليس صحيحا أن معركة الطيران وحدها التى استشهد فيها ابن السادات (شقيقه الأصغر)  هى التى أرست قواعد النصر.

الانسان المصرى وسلاح الطيران المصرى تواجدا سنة 1967 وخسرت مصر المعركة فى ساعات ... انما سبب النصر الحقيقى هو القائد العظيم  الذى نفث فى رجاله الأمل وخلق فى الانسان المصرى الرغبة الحقيقية فى استرداد  الارض  ا لمغتصبة ....  وحمل كل خطايا من سبقوه واحتمل كل اهانات السوقة من أجل  الهدف النبيل ... من أجل مصر.

ولنكن صرحاء مع انفسنا مرة واحدة من أجل مصر..  وتاريخ مصر..  وأولادنا أبناء مصر ...  ان قائد 73 كان  يعمل فى صمت من أجل الأرض ومن أجل الوفاء للوطن.... فقد جعل العالم يجثو انبهارا واحتراما  وتقديرا لمصر وسادات مصر  ...  فما زلت أذكر كيف استقبلنى  موظفو نقابة محامين كاليفورنيا سنة 75 وأنا أتقدم بأوراقى للمعادلة  وكيف هرول الجميع لمصافحتى لأنى  من بلد السادات. 

ولم تمض أعوام الا وأصبح قائد النصر قائدا للسلام  سقطت أمام حنكته جميع أقنعة الصهيونية ...  ولو تبعه الفلسطينيون  - كما قلت فى مقالى المنشور بحريدة بيروت تايمر بتاريخ 6/10/94  تحت عنوان السادات: اخر العظماء - لكانت لهم دولتهم فى السبعينات.

ورغم أن تاريخ العالم الأمين قد أفرد صفحات من النور لعظمة السادات  ...  الا أن تاريخ مصر الذى يخطه دائما المنافقون  وأصحاب الأهواء  الشخصية  قد تجاهل الرجل الذى أعاد لكل مصرى كرامته وشرفت به – ما يسمى – بالأمة العربية.

لقد استغل المغرضون  من أذيال هزيمة 67 سماحة السادات و جهل الشارع المصرى  واشاعات وطاويط الظلام    فهاجموه  على منابر الكنائس والجوامع وفى الطرقات  وعلى المقاهى  ...   وسعوا لاشعال المشاعر ضده حتى اغتالته أيد نجسة ...  فكان الاستشهاد  عنوانا  للجحود  وتأكيدا لانعدام الوفاء فى مجموعة  ضالة   تناست كل القيم والاصالة.

ومن الغريب  أن مضت  عدة عقود على نصر أكتوبر  وما زالت الأقلام الرخيصة  تتجاهل شهيد مصر
وتسعى الى التقليل من قدره.. ومن هذه المحاولات  ما قرأته أخيرا  فى كتاب "جيهان السادات شاهدة على عصر السادات"  ..والذى تضمن نص الحوار الذى دار بين مقدم برنامج "شاهد على العصر" فى قناة "الجزيرة" والسيدة جيهان السادات ..

فلم يكن النقاش حوارا بقدر ما كان تهجما وتهكما على الرئيس الراحل.. ورغم ان هذا الكتاب قد ظهر فى الأسواق منذ عدة سنوات الا ان حق الكاتب فى النقد والتعليق لايصادر عليه مرور السنوات والأزمنة ... وعموما فما حاول اثباته مقدم  البرنامج  فى حواره مع جيهان السادات   لا يعدو ان يكون تنفيثا عن عقد نفسية ومحاولات مستميتة لاظهار الذات... لايتسع المقام لتفنيدها.


لكن.. أزعجنى كثيرا أن تنازلت الدكتورة/ جيهان السادات وقبلت المثول فى مثل هذا البرنامج الذى يديره شخصا "دعيا" يقتر حقدا ويتصور انه وكيلا للنائب العام 

.. فما بدر منه من اهانات للسادات يوقعه تحت طائلة قانون
العقوبات.. فقد أخطأت  اذ تصورت ان المهادنة والكياسة أساليب  ناجحة فى كل الأحوال ... وخصوصا اذا تناسى المضيف اصول "أدب الخطاب"..
وأنا أرى..   ان الذين شجعوا السيدة/ جيهان على قبول الظهور فى هذا البرنامج قد اساؤوا اليها.. والذين أثنوا على مواقفها فى البرنامج قد كذبوا عليها.

أما عن ديموقراطية السادات الذى حاول مقدم البرنامج جاهدا  أن يطعن فيها فتحضرنى الواقعة التالية:
فى صيف 1979  زارنى فى لوس انجلوس الصديق المرحوم الدكتور اهاب اسماعيل ومعه وفدا  رياضيا كان يرأسه  مع الدكتور أحمد سلامة .. وكللاهما غنى عن التعريف لاعتلائهما اعلى المناصب السياسية والأكاديمية فى الدولة فى تلك الحقبة..

  وكان الوفد يضم  مجموعة من خيرة شباب المدرسين بالجامعة ..  والعزيزة الفنانة منى جبر  وثلاث ضباط بمباحث امن الدولة .

وفى احدى الأمسيات بمنزل شقيقى المرحوم الأديب "فؤاد القصاص" وكانت الدعوة مقصورة على الدكتورين اهاب واحمد وصديق العمر المهتدى جبر الذى صار مساعدا أول لوزير الداخلية وزميليه سيد هارون وعادل شعبان .. قال الدكتور أحمد سلامة  انه بحكم موقعه فى لجنة المستشارين التى كونها السادات لكتابة "الميثاق"  .. على ما أذكر.. قد طلب موعدا للقاء السادات فى "ميت ابو الكوم".. وحين التقاه سأله عما يريد منهم ان يكتبوه فى الميثاق..
فأجابه السادات حرفيا نفلا عن الدكتور أحد سلامة
"هو انا جايبكم عشان تنصحونى ولا انا اللى انصحكم"

ان كان هذا الاسلوب  هو  سمة جميع المجالس الاستشارية والمتخصصة التى تم انشائها فى عهود الثورة  المتتالية والتى ادعى العسكر أنهم خلقوها  ..  والتى  تحسس أعضاءها رغبات الحاكم فلم تقدم لمصر مايفيد وصار وجودها تحصيل حاصل.. فمتى ننتهى من عهد "المحلسة" والنفاق بعد أن انتخبنا .. رئيسا جديدا لجمهورية جديدة. وصرنا دولة تتحكم فى مصير نفسها .. دون أى تدخل من الغير!

رحم الله السادات..فى عيد السادات ..
[email protected]