محرقة الطلاب
..ويسألونك عن أجساد نحيلة لطلاب علم أبرياء تفحمت على نار " إرهاب الإهمال" فلاتقل قضاء وقدر - فخيرنا وشرنا مقدر،- ولكن قل : تقصير يستحق العقاب الفوري بعيداً عن التصريحات الوردية وعدسات التليفزيون وبرامج التوك شو.
نعم ننتظر قرارات حاسمة تطفئ النيران الموقدة في قلوب ملايين المصريين هؤلاء الشهداء الـ 18 الذين حشروا في باص الموت صباح اليوم فطروا قلوبنا عليهم دمعاً وحزناً وألماً.
الحادثة ليست الأولى منذ بداية العام الدراسي ونعلم أنها لن تكون الأخيرة، ونستعيذ بالله من سوء العواقب ، فمازالت دماء فتيات سوهاج التي أدمت القلوب لم تجف، والطالب الذي راح ضحية باب المدرسة الحديدي واتهم المسئولون "الهواء" بأنه الذي أطاح بالباب الحديدي ، والطالبة التي فقدت عينها، وغيرها من النماذج المبكية التى لو حدثت في دولة من دول العالم لأطاحت بحكوماتها كاملة.
نحن لانزايد على أحد لكننا كنا نتمنى أن يتغير فكرنا تغيراً شاملاً بدلاً من أن
الشعب ينتظر قرارات فورية، تعيد الأسر المكلومة إلى رشدها، فقرارات الشجب والإدانة والكلام المعسول لايشفي غليل الصدور،ولن يطفئ الغضب المكتوم داخل الصدور..رحم الله شهداء العلم، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وحمى أطفالنا من الموت في طريق العلم أومحرابه.
باختصار.. النار التي فحّمت أجساد الطفولة البريئة لن تخمد إلا إذا اقتلعنا الإهمال من جذوره ، مع ضرورة أن يحاكم كل المتسببين وفقاً لمسئولياتهم سواء كانت سياسية أوجنائية.