رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صوت "الحوار" يعلو فوق صوت "الرصاص"


• اختفت لغة الحوار في دول الربيع العربي، وبدلاً من أن يعلو صوت الإصلاح، وعجلة الاقتصاد لبناء المستقبل الواعد.. علت أصوات الانفجارات وطلقات الرصاص، حسماً للمعارك بين الطوائف والفئات لتقتل في لحظات أي أملٍ في الإصلاح المقبل.

• نعم.. صار " الحوار" هو الأصعب، والطريق الأطول للحلول المثلى.. وأصبح التفاوض تحت ويلات الانفجارات، وجثث القتلى وصرخات اليتامى والثكلى هو الطريق الأقصر لتحقيق المكاسب بالقوة.. وبدلاً من أن يقدم الجناة إلى العدالة يجلسون على موائد المفاوضات.
• الأصعب.. أن بعض بلدان الربيع وخصوصاً سوريا تحول فيها العنف والعنف المضاد بين بشار والمقاومة إلى مذبحة بكل المقاييس يمولها ويديرها المجتمع الدولي، الذي أنشق بين مؤيد لجبهة ضد أخرى.. وتحول الدعم من التأييد إلى السلاح والمال، ليدفع الثمن الأبرياء والمأجورين أنفسهم.
• وفي مصر انتقلت العمليات الإرهابية من سيناء إلى الإسماعيلية ومن قبلها القاهرة، وبدأنا عصر السيارات المفخخة التي تستهدف مواقع استراتيجية، في الوقت الذي تتردد فيه أنباء عن مبادرات للصلح مع الجماعات الظلامية، فنخشى أن تكون زيادة العمليات الإرهابية بهدف فرض شروط

للصلح والتفاوض تحت حصار الرصاص.. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، ولنا في دول الجوار عبرة وعظة.
• باختصار.. علت اصوات طلقات الرصاص في دول الربيع العربي، محل الكلمات والحوار، ونطقت المدافع وسط "بُكم" أصاب الأفواه والعقول، وتناسى هؤلاء أن حياة الإنسان تساوي أكثر بكثير من الرصاصة الغاشمة التي تطلقها الأيادي الغادرة.. ولكننا في مصر نملك نسيجاً اجتماعياً متضافراً منذ ألاف السنين، ورغم إيماننا بأهمية الحوار وبأنه السبيل الأمثل لعبور الأزمات.. فلن نجلس على مائدة الحوار تحت تهديد الرصاص، ولن تحمل موائدنا كاسات مملؤة بدماء الأبرياء.. أبداً لن تكون "الرصاصة" هي الحل فالحوار البناء هو الطريق الوحيد إلى مستقبل واعد يحفظ لنا كرامتنا وحريتنا ولأبنائنا غدٍ مشرق آمن.