عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حياتنا بين الرمضاء والنار

• الصعب كان إزاحة "المخلوع" وحاشيته من فوق صدور المصريين بعد سنوات طويلة من المعاناة والفقر والذل والمهانة وإهدار كرامة وحقوق الإنسان، وكانت ثورة 25 يناير معجزة تاريخية، دللت على قدرة المصريين المقهورين على تحطيم المعبد فوق رؤوس جلاديهم.

• الأصعب كان يوم 30 يونيو بعد عام بالتمام والكمال من حكم"المعزول" وعشيرته، والذين حولوا البلاد إلى عزبة للجماعة، وتكية للتنظيم الدولي، وتركة قابلة للتقسيم ما بين حلايب للسودان، وجزء من سيناء للغزاوية، والباقي للجهاديين والجماعات التكفيرية، وقناة السويس لقطر.. بالإضافة إلى مخططات تدميرية بالاتفاق مع الولايات المتحدة وتركيا والصهيونية العالمية وبمباركة ودعم قطري لفرض النظام العالمي الجديد، من خلال إيجاد شرق أوسط "أعرج"، وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات في مهب الريح.
• وانتصرت الإرادة الشعبية على أولئك وهؤلاء، وشاءت الأقدار - التي كتبت علينا لسنوات طويلة أن يكون" عزرائيل" هو المتحكم الأوحد في مصير رؤسائنا مهما اختلفت أسباب وفاتهم - أن نحيا ليكون لدينا رئيسان سابقان" مخلوع ومعزول" وكلاهما خلف القضبان، يدفع ثمن ما اقترفت يداه - أو يد جماعته!!
• والآن ماذا بعد مبارك ومرسي؟ وكيف ترسم مصر مستقبلها السياسي؟ وتنهض من كبوتها الاقتصادية؟، وماذا نفعل بعد أن أصبح عندنا فلول "1" وفلول"2"، وكيف نضمن ألا تدور عجلة الزمان للخلف عبر ثورة مضادة تعيد حياتنا إلى النقطة"صفر" في ظاهرة فريدة لمجتمعاتنا العربية، حيث يعشق بعضنا العودة للماضي، وأن يعيش في جلباب أبيه، بل وإن صدقنا القول فالبعض يعشق العبودية وصناعة الآلهة.
• لتكن البداية الحقيقية هي نزاهة العملية الانتخابية في كافة مراحلها الثلاث "الترشيح – التصويت - الفرز" فنحن نحتاج قبل الانتخابات إلى قانون عزل سياسي حقيقي لكل من أفسد حياتنا السياسية لنغلق

الباب أمام تلك الفئات الضالة بصورة نهائية، وبأحكام قانونية دامغة.
•  وحتى نضمن مستقبل سياسي أفضل عبر نخبة منتخبة بإرادة شعبية حقيقية تخدم المصريين وتحقق طموحاتهم بعيداً عن سلطان رأس المال والمحسوبية فلابد من التوافق على نظام انتخابي يناسب المصريين وتتلاشى فيه العيوب التي شهدناها في انتخابات الوطني والإخوان.
• نريد نظاماً انتخابيا يعتمد على الشفافية ويكون تحت الإشراف الكامل للقضاة ومراقبة الإعلام ولا مانع من المراقبة الدولية، مع ضرورة الفرز في اللجان الفرعية، وليس هناك ما يضير أن يتم الانتخاب على عدة أيام وفقاً لجدول زمني يضمن الحيادية بعيداً عن التلاعب وتزوير إرادة الأمة.
• لابد أن تتوافق جميع القوى السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب على آلية موحدة للانتخابات المقبلة.. وليضع الجميع أمام أعينهم مصر، فلم يعد أمامنا مجال في ظل التربص العالمي بنا شرقه وغربه إلا النجاة من خلال طوق الديمقراطية واحترم حقوق الإنسان.
• ويبقى أن خلافنا مع الإخوان لا يعني أن نرتمي في أحضان فلول الوطني، فقد سبق ووقعنا في نفس الفخ، واستجرنا من الرمضاء بالنار، وندعو الله ألا نعيد التجربة وتبقى حياتنا بين الرمضاء والنار!