في حب جلال عامر
ما أصعب ان تحول أحزانك الي ضحكة و ان تقلب أوجاعك الي كلمات ساخرة و ان تحول أي كارثة الي (قفشة ) تضحكك و هي تعصرك . تبهجك و انت في نار الألم .. تخطفك للحظة من قهر الزمن وقسوة الأحداث لتقهقه علي همومك و لا العيال ..
و لكن دوام الحال من المحال .. لذلك رحل جلال عامر و تركنا فجأة ... قلبها علينا غم و خطف من حياتنا ضحكاته النادرة في هذه الأيام الكئيبة . استخسر فينا كلماته و مقالاته و لقطاته الملهمة و تركنا تائهين بلا معالم للطريق او ملامح للوجوه .. لم أوراقه و أفكاره و حرمنا من فلسفة تخاريفه المبدعة .. اختار ان يموت و علي وجهه دمعة بعد ان مسح دموع الملايين بضحكاته ,, تحولت ضحكاته التي لون بها الوطن الي جلطة وهن .. انقلب السحر الذي طالما بهرنا بحروفه الي عجز و شلل .. سقط منه القلم و باغتته شدة المحن.. كان يضحك حتى لا يغلبه البكاء و حينما شاهد اولاده يتقاتلون علي مبارك قتله الوجع .. غلبته دموعه و شعر الساحر في خريفه بالفشل وقف عاجزا خائفا متلعثما لاول مرة .. تحجرت افكاره و غرقت كلماته في سواد المشهد الدامي و البلاد تذبح نفسها تحت أقدام خنزير و الناس تتقاتل علي جيفة حاكم جبان ,, ففضل الصمت حينما شعر بضآلة الكلام .. لم يستطع ضحكه ان يلتف علي همه و لم يتحمل قلبه كم هذا الهم .. فماذا تبقى من العمر بعد ان ضاع الربيع في الحروب علي الحدود و ضاع الخريف في البحث عن الوجود و مضت كل ايامه في رسم الوطن... ذبحوك يا صديقي و قتلوك (بحصرتك) علي هذا الوطن البخيل .. الذي استخسر فينا ضحكتك كما استخسر فينا كبرياء الثورة و كرامة الشهداء ... كم قتل فينا هذا الوطن من أحباء و كم هان عليه من عشاق .. انت يا أستاذي لست أولهم و لن تكون أخرهم .. طينة هذه