بين عجز المواطنة و عجز الموازنة -1
بحسبة بسيطة ماذا تأخذ من الوطن مجانا ؟؟.. لا شيء إلا الهواء و معرفة الناس الحلوة و أي شيء بعد ذلك بالفلوس او بطلوع الروح .. لذلك لا تصدق كل الخزعبلات الاقتصادية التي تتكلم عن الدعم و لا تبحث عن نصيبك منه فالدعم في مصر لا يذهب الي مستحقيه بل يشفطه العاملين فيه ...
و قبل ان تجبر الغلابة علي التقشف اطلب من الحكومة عدم (التفشخر) و احسب نفقات البذخ الحكومي لتعرف اننا نجوع ليسمن حكامنا ,, فلا تتعجب من رواتب السادة المسئولين و لا الملايين التي يكبشوها كل شهر و ابحث في متاهات الرواتب و المكافئات و البدلات و الحوافز لتعرف الحافز الحقيقي لعجز ميزانية الدولة و شفط مواردها و توزيعها علي الحبايب .. و للشفط مواسير كثيرة تسحب الأموال من أسفل الي اعلي و تنقط من اعلي لأسفل او يتركون الناس علي بعض فلا مانع من زيادة أسعار البنزين ليصل لمثيله في دول أوروبا . رغم انك تدفع في السيارة ضعف سعرها في العالم كله و أحيانا تدفع ثلاثة أضعافها و ملزم بضريبة سنوية و تراخيص و دمغات ناهيك عن المخالفات و عن شوارعنا الكارثية .. و في النهاية يعتبر البترول ثروة قومية و ملكية عامة فكيف أقارن سعره لصاحبه بسعره لمن يستورده مع الوضع في الاعتبار ان متوسط الدخل في مصر لا يتعدى 10% من متوسط دخل أي كائن حى في دولة أوروبية .. و حكاية دعم الطاقة البترولية ظهرت مع الغالي ابن الغالي يوسف بطرس غالي الذي ابتدع هذه الأسطورة ليخلع الحكومات من فشلها المريع في القضاء علي عجز الموازنة و ليذل المواطن ببترول بلاده و ليأخذ الرئيس الراحل راحته في تحميل الجمايل و عد أوجه الدعم الذي لم يكن يعرف غير جيوب مواليه .. حتى ان كل القمح الذي كانت البلاد تستورده كان من خلال سكرتير مكتب معاليه .. المهم من كل ذلك ان نظرة حكومات الثورة لم تختلف تماما عن نظرة من ثرنا عليهم ( علي افتراض انها ثورة مش الكاميرا الخفية ) فكلهم ينظرون لما في أيدينا و لا ينظرون لما بين أيديهم و كأن الكحكة في يد اليتيم عجبه .. فما زالوا يهددون بخفض الدعم و زيادة أسعار البنزين او زيادة الضرائب و الجمارك علي السلع