عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحن في الأحراش الاستوائية

الجميع يلوم الجميع ولا احد يلوم نفسه.. كل الأطراف تتهم كل الأطراف بالعمالة و الخيانة او الاستبداد و الخداع او التواطؤ والتباطؤ, الكل ساخط علي الكل وينتظر ان يحدث التغيير ولا أحد يقوم بدوره بداية من المجلس العسكري مرورا بالأحزاب والتيارات السياسية والدينية وانتهاءً بكل واحد فينا ..

لا شىء تغير فينا فكيف نتغير .. توقف الإصلاح عند مرحلة الأماني والأغاني ورمى المسئولية علي الآخرين وغفل كل منا عن مسئوليته عن الحادث باعتباره طرفا سلبيا فأين الطرف الايجابي؟؟.. اقتربت الثورة من عامها الأول ولا نعرف حتى الآن هل سنتجمع حول (التورتة) لنحتفل بعيد الميلاد أم سنشرب قهوة سادة في الذكرى السنوية.. انظر حولك و قل لي ماذا تغير في أي شىء حتي تتغير البلد.. انظر الي الشارع مثلا .. الكل مصر علي التزاحم والشجار والفساد فليس هناك ممنوع طالما الشرطة غير موجودة.. والكل سب ولعن للداخلية وللبلطجية ولكن كلنا انتهزنا الفرصة وكأنه (مهرجان فوضى) فنضع السيارة كيفما نشاء ونحدد اتجاهات الشوارع بالمزاج ونشد السلاسل حول العمارات لضمان مبيت السيارات والآلاف نزلوا للشوارع بعربات الكبدة والسجق والفول والحمص والبليلة والشاى. ومثلهم نزل بمنتجات مجهولة الهوية او منتهية الصلاحية ووقف بها في العراء او في أكشاك لا فرق عندهم بين منتصف الشارع او في ميدان او عند مستشفي او عمارات سكان فكل الشارع مباح.. المصيبة ليست فيهم رغم عددهم الضخم الكارثة في اننا نحتشد حولهم في سعادة. نوافق ضمنيا علي تعديهم علي حقوق الشارع ونظامه وشكله الذي أصبح يشبه الأحراش الاستوائية في بعض المناطق .. انا لا أتجاهل ولا أنكر حق هؤلاء الناس في الحصول علي فرصة عمل ومصدر للرزق ولكن (مش كده) خاصة ان الجهات المسئولة وكافة المحافظات قد خصصت أراضي للأسواق في أطراف المدن او مناطقها الأقل ازدحاما ولكن البائعين لا يريدون ان يتركوا الزحام والمستهلكين لا يريدون ان يبتعدوا عن أماكن تجمعاتهم السوقية الملاصقة لأعمالهم ومساكنهم وليذهب الشارع الى الجحيم .. فلو امتنعنا عن الشراء منهم وبذلنا بعض الجهد لنصل الي الأسواق المعتادة لاضطروا للذهاب خلفنا الي تلك الأسواق والمناطق ولهدأ الشارع وتخلص من مخلفات وضجيج البيع والشراء ولكننا ننتظر نزول الداخلية عشان تعدل العملية ونسمع الكلام مثل الأطفال الشطار ونشرب اللبن ونغسل رجلينا وننام (والله عيب علينا) .. وللأسف تلك العادة السخيفة المخجلة لا تقف

عند حدود طبقية فلا فرق فيها بين غني او فقير او متعلم او عايش في الأمية ... فعلى الكباري الرئيسية تتراص السيارات الفاخرة كل مساء لتقفل المرور والطريق وأصحابها البشاوات يجلسون في العراء للاستمتاع بكوب شاي او حمص وأحيانا ببيرة او لقاء عشاق ... فلماذا لا يذهبون الي الأماكن الطبيعية التي تقدم تلك الخدمات بدلا من هذا التنطع الجماعي علي تلك الكباري (أنانية مفرطة وعجيبة).. وهل يوفرون جنيهات قليلة  علي حساب المرور والزحام والشكل المحترم للشارع المصري الذي تحول فجأة الى السيرك القومي.. هل يجهل أصحاب السيارات مسئوليتهم عن الحادث وهل لا يعرفون انهم يرجون لتلك الخدمات ويشجعونها علي التوسع والإنتاج.. وعلي مسار آخر وفي المناطق الراقية جدا. الغنية (طحن). تجد مئات الباعة الجائلين والأكشاك وعربات مقززة للطعام والناس تحتشد أمامها في شوق وهيام .. باختصار لو امتنعنا عنهم لابتعدوا عنا ولكننا تركناهم إما لأنهم اقرب او أرخص أو أسهل في الفصال ومازلنا نلعن في الشارع وفي الجهات المعنية وفي انتظار نزول الداخلية, لماذا نطلب من الذين حولنا ان يعتدلوا ونحن معوجون.. لماذا نام الضمير الاجتماعي فينا وحللنا لأنفسنا فجأة التعدي علي حرمة الشارع وحقوقه وكأن الداخلية هي المدرس ونحن فصل من المشاغبين..
تلك كانت بعض ملامح مشكلتنا مع الشارع وهي الأبسط رغم فجاجتها ولينظر كل منا في يومه وعمله وحياته و يفكر قليلا في الحلال والحرام او حتى في المباح والممنوع فنحن نلعن الفساد في السراء والضراء وأغلبنا يعيش في أحضانه عن جهل أو في تجاهل.. ولنا في ذلك شجار آخر ..

[email protected]