عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شخصيات في آيات

بوابة الوفد الإلكترونية

بسم الله الرحمن الرحيم: (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) «الأنبياء: 84» نزلت هذه الآية فى «رحمة» زوجة النبي أيوب وحفيدة النبي يوسف عليهما السلام.

ذكرت رحمة في القرآن ضمناً حيث جاءت قصة أيوب في القرآن الكريم في عدة آيات ومن ذلك قوله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) «الأنبياء: 83» وتحدثت الآيات عن أيوب عليه السلام وابتلائه وصبره. وتحدثت السير أن رحمة زوجة أيوب كانت وفية مخلصة لزوجها عاشت معه بإخلاص في السراء والضراء وصبرت على فقره ومرضه مدة طويلة، وقفت بجانبه ولم تتخل عنه لحظة بعد ابتلائه إلى أن أنعم الله تعالى عليه بالشفاء  وأعاد إليه صحته وماله.

وكان الله تعالى قد أنعم على أيوب بنعم كثيرة فبسط عليه في الدنيا فكان يمتلك أراضى واسعة بالشام وكان له من أصناف المال كله من الإبل والبقر والغنم والخيل والحمير مالا يكون لرجل أفضل منه في العدة والكثرة وأنعم عليه بالمال والولد وأسبغ عليه من الصحة والعافية فكانت النعمة تامة.

ولحكمة يعلمها الله وليتعظ الناس ويعتبروا بأن النعمة لا تدوم وليبتلى الله عباده فيعلم الشكور للنعمة والصابر على زوالها وعند الشدة بفقد الولد وزوال الصحة وضياع المال, والفتنة والابتلاء والشدة لا يصبر ولا يقوى على تحملها إلا الرجال المؤمنون. وهذا ما حدث لأيوب الصابر وزوجته الوفية. فقد زال كل ماله ومات كل أولاده وأصيب بالأمراض فاعتلت صحته وهزل جسمه وظل يعانى من آلام الفقر وعذاب المرض والوحشة فقد أصبح بلا ابن ولا أخ ولا صديق فقد مات أبناؤه وتخلى عنه الأهل والأصدقاء بعد ابتلائه.

ولكن زوجته هي الوحيدة التي وقفت بجانبه بإخلاص, وقيل إنها كانت تعمل في أقسى الأعمال وأشقها, وكانت تضطرها شدة الحاجة إلى التسول وسؤال الناس إلى أن جزت شعرها وباعته للحصول على طعام بثمنه لزوجها.

هذه الزوجة هي التي أقسم نبي الله أيوب أن يضربها

مائة سوط، بعد طالبته بأن يدعو ربه ليخفف عنه, فقال لها أيوب: «والله يا امرأة إني لأستحي من ربي أن أطلب منه ذلك، وهو العليم الخبير بحالي وبشئون عباده، ولو شاء لرفع المرض عني»، ثم كرّرت عليه طلبها مراراً، فغضب من إلحاحها، وأنذرها إن شفاه الله من مرضه، ليضربنّها مائة سوط، وعزم ألا يأكل من يدها طعاما، ولا يذوق شراب،  حتى يقضي الله أمره.

ودعا أيوب ربه في لحظة ضيق ويأس وضعف، قائلاً: «أني مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين»، فاستجاب له ربه وكشف ما به من ضرّ وقال له: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب, فاغتسل بالماء، وشرب، فعافاه الله من مرضه، وأعاد له القوة والصحة والجمال، فلما رأته زوجته أنكرته ولم تعرفه، ولكنها حين أقبلت عليه وتحادثا عرفته، وأخذت تبكي لله شكراً له بأن منّ على زوجها بالشفاء واحتار أيوب كيف يبرّ بقسمه ويضرب المرأة التي حنت عليه ورعته في مرضه، وصبرت على ابتلائها معه، فأوحى إليه الله تعالى بفتوى يبرّ بها قسمه، فقال له: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).

وهكذا جزاهما الله تعالى على صبرهما في محنتهما، وأحسن لهما الجزاء، وردّ عليهما المال، ورزق نبيه عليه السلام من البنين.