حياةُ أيامِنا
بسم الله الرحمن الرحيم «أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (سورة الأنعام: 122).
في الآية الكريمة موت وحياة، وظلام ونور. ما هي الحياة؟ الحياة هي وجود الكائن على حالة تمكنه من أداء مهمته المطلوبة منه، وما دام الشيء يكون على حالة يؤدي بها مهمته ففيه حياة، كما لا تأخذ الميت على أنه شيء ليس فيه حياة، ولكنه انتقل إلى حياة ثانية، ويوضح الله أن الإنسان بدون قيم هو ميت متحرك، ويأتيه المنهج ليحيا حياة راقية. وكل إنسان أحرص على الحياة الثانية الخالدة التي لا تنتهي والتي تتأتى باتباع المنهج، وإياك أن تظن أن الحياة فقط هي ما تراه في هذا الوجود لأنه إن كانت هذه هي غاية الحياة لما كان يشعر الإنسان بالسعادة، لذا «أيامُ حياتكَ» لا تملِكُها فالأعمارُ والآجالُ عِلمُها عندَ ربّي ولا تَقدِرُ أن تزيدَ فيها شيئًا أما «حياةُ أيامِكَ» فهنا الشأنُ كلُّه! كما كتب جمال الباشا، إنَّ اليومَ الذي تحياهُ ويستحِقُّ
ليس المُهِمُّ.. كم ستَعيشُ؟.. ولكنَّ المُهمَّ.. كيف تعيش؟.. ستُّ سـنواتٍ فقط من حياةِ سعد بن معاذ في الإسلامِ كانت كفيلةً لأنْ يهتزَّ لموتهِ بعدَها عرشُ الرَّحمن، ركِّزْ على الـ (كيف) كيفَ تختارُ لنفسِكَ حياةً كريمَة؟.. كيف ترسمُ لنفسك خاتمةً سعيدةً تستقبِلُ بها الحياةَ الأبديَّةَ الباقية؟.. هذه المَعاني جالت في خاطري حينَما قرأتُ الحكمةُ: (لا يُمكِنُكَ أن تمنَحَ حياتَك مَزيدًا من الأيام ولكن يمكِنُكَ أن تمنَحَ أيامَكَ مَزيدًا من الحياة).. اللهمَّ أَحي بِنا دينَكَ.. بعدَ أن تُحْييَنا به.