عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكايات من تاريخ مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما غزا جيش القائد الفاطمى جوهر الصقلى مصر عام 969 ميلادية انتصر بسهولة على بقايا وفلول جيوش الطولونيين والأخشيديين ليؤسس بذلك المرحلة الثانية للخلافة الفاطمية، ويحقق حلم رابع الخلفاء المعز لدين الله بالانتقال إلى مصر.

كان لابد وقتها من تأسيس مدينة جديدة بخلاف مدينة الفسطاط التى أسسها عمرو بن العاص، ثُم العسكر التى أسسها العباسيون، والقطائع التى أنشأها أحمد بن طولون . وثمة قصة عجيبة حول تأسيس مدينة القاهرة تقول إن القائد الفاطمى أنشأ قصرا حصينا لاستقبال الخليفة الفاطمى، ثُم عيّن موضعا شرق الفسطاط لإنشاء المدينة الجديدة.

واستعان جوهرالصقلى بعدد من المنجمين المغاربة لتحديد أفضل أوقات بناء السور، واختار المنجمون طالعا لبدء الأساس وآخر لبدء البناء، وربطوا أجراسا على حبال حول الموضع وقالوا للعمال: إذا تحركت الأجراس فاعلموا أننا حددنا وقت البناء، وألقوا ما فى أيديكم من طين لبدء العمل.

وشاء القدر أن تقف بعض الغربان على الحبال فتحركت الأجراس وسمع العمال، صوتها مدويا، فظنوا أن المنجمين أعلنوا اشارة بدء البناء، فقاموا بإلقاء الطين والحجارة ووضع أساسات السور، ولما عاد المنجمون نظروا فى الفضاء فوجدوا كوكب القاهر «مارس» فى الطالع، فاعتبروا التوقيت ساعة نحس، لكن لأنه لم يكن من الممكن العودة عن العمل، فقد استمر البناء وسميت المدينة الجديدة باسم «القاهرة» نسبة إلى كوكب القاهر.

وطبقا للمؤرخين فقد توقع كثير

من المنجمين ألا تعمر المدينة الجديدة أو أن يتم تدميرها وتخريبها سريعا باعتبار أن بناءها تم فى وقت مشئوم، لكنهم سكتوا عن ذلك ترقبا لدخول الخليفة المعز والاحتفال بنقل دولته إلى مصر .

وعندما دخل المعز لدين الله الفاطمى إلى المدينة الجديدة أطلق عليها القاهرة المعزية، وفى عام 970 ميلادية بدأ جوهر الصقلى بناء الجامع الأزهر لنشر وتعليم المذهب الشيعى فى مصر .

والواقع أن ظن المنجمين السيئ خاب، إذ لم تُخرّب المدينة التى أُنشئت فى ساعة نحس، ولم تزل، بل غزاها العمران بسرعة، ووقفت عدة عقود باسلة فى وجوه غزاة من كافة الأنحاء والأجناس، وظلت القاهرة عاصمة لمصر لأكثر من ألف عام تالية. وحتى عندما قامت دول أخرى مثل دولة الايوبيين أو المماليك البحرية والبرجية، أو حتى بعد دخول العثمانيين إلى مصر، فإنه لم يتم الانتقال منها إلى عاصمة أخرى .