رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات من تاريخ مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

تتكرر هذه المقولة فى كثير من التحليلات السياسية كتعبير عن ترغيب السلطة وترهيبها للمحكومين ترسيخا لتواجدها. لكن أًصل المقولة يعود بنا إلى العصور الوسطى فى مصر عندما كان هناك خليفة فاطمى طموح اسمه المعز لدين الله لديه حلم وحيد هو فتح مصر والانتقال بمركز دولته من افريقية إلى النيل.

لقد أصقل الرجل خبراته بتعلم العديد من اللغات مثل اليونانية والبربرية إلى جانب العربية، فضلا عن اجادة لهجات السودانيين وأهل البادية، وتبحره فى علوم التاريخ والفلك، والشعر العربى.

وقد خطط الرجل الذى كان ترتيبه الرابع بين الخلفاء الفاطميين منذ اول يوم تولى فيه الحكم لفتح مصر، حيث أخذ يبنى استراحات وقصور فى الطرق المؤدية إلى مصر، مع اغداق الهدايا والمنح على القبائل المختلفة فى الانحاء المجاورة ضمانا لتعضيدهم ومساندتهم.

واهتم الرجل قبل تحركه على رأس جيش ضخم يقوده قائد محنك هو جوهر الصقلى بالتعرف على احوال مصر والوقوف على ما آلت إليه الامور بعد اضطرابات عديدة عرفتها مصر بعد زوال حكم الأخشيديين، لذا كانت رحلته سهلة، ويسيرة حتى أنه دخل إلى مصر دون معارك طاحنة كان يتوقعها.

وفى الفسطاط حرص الرجل على تجهيز موكب ضخم يرش الهدايا على المحتشدين لاستقباله، لكن بعض خاصته أخبروه بما أزعجه، حيث اجتمع جماعة من الأشراف ومعهم عدد من النسابين ليناظروا المعز فور لقائهم له ويسألوه بشكل واضح عن نسبه، خاصة وأن رسله سبقته إلى الفسطاط بمزاعم انتسابه لبيت النبى، وتحديدا فاطمة الزهراء.

وكانت مصر وقتها تضم مجموعات من العلويين الذين فروا إليها هروبا من عسف الدولة الحاكمة التى اعتبرتهم خطرا دائما على كيانها السياسى. وكان بعضهم يعرف تسلسل أبناء على من فاطمة الزهراء حق المعرفة.

ولما كان الخليفة المعز مثل آبائه كاذبين فيما ادعوا من نسب، ولما كان لقب « الفاطميين « لا دليل على امتداد أجدادهم إلى فاطمة الزهراء وهو مجرد وسيلة للوصول إلى الحكم، فقد تفتق ذهنه، وهو رجل سياسى داهية على أمر آخر يمكن أن يُخرجه من المأزق. لذا فقد دعا الرجل إلى ففى مجلس عام كُل جماعات الاشراف والنسابين وكبار التجار والأعيان وعلماء الدين والفلك والتاريخ، ثُم خرج الخليفة المعز ممتطيا فرسه، وحاملا سيفا ضخما وهو يصيح « هذا هو نسبى «، وجرى خلف منه عدد من الحراس والتابعين يقذفون بالذهب يمينًا ويسارًا وهو يصيح: « وهذا هو حسبى «. ومن يومها وصارت السلطة تعتمد دائما على أداتين لسياسة الرعية. السيف والذهب.