صحابيات الرسول: أم خلاد
هي هند بنت عمرو بن حرام، زوجة الصحابي الجليل عمرو بن الجموح، مثال للقلب المفعم بالإيمان ومثال للصبر والشجاعة والثقة بما عند الله.
بعد استشهاد زوجها عمرو بن الجموح وأخيها عبدالله وابنها خلاد، حملتهم رضي الله عنها على بعيرها وأتت المدينة لتدفنهم ولمحتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت لهند: «ما عندك الخير.. ما وراءك؟» قالت هند: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالح، وكل مصيبة بعده جلل، قالت عائشة: من هؤلاء؟ قالت: أخي، وابني خلاد، وزوجي عمرو بن الجموح.. قالت: فأين تذهبين بهم؟ قالت هند: إلى المدينة أقبرهم فيها، وزجرت أم خلاد البعير ليتابع مسيره، فما استطاع، فلما وجهته جهة الميدان تحرك وأسرع حتى بلغ مكان المعركة، وهناك
رضي الله عنها وأرضاها صحابية جليلة تصبر وتحتسب ابنها وزوجها وأخاها عند الله، وتسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بأن يجعلها معهم في الجنة. فما أعظمها من كلمة رددتها بقلب مؤمن بالله وبرسوله وبقضائه خيره وشره، وهي في عز المحنة.