رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصيني يهدد عرش الفانوس المصري رغم حظر الاستيراد

بوابة الوفد الإلكترونية

من تابع قرار وزير الصناعة والتجارة رقم 232 لسنة 2015، بمنع استيراد الموازييك وجميع السلع الفلكولورية من الخارج، يجد أنَّ رجال الاقتصاد والآثار والمال والأعمال، وحتى الوزراء أشادوا به، بعد أن جروا وراء الأخبار التى أكدت أنَّ القرار يخص فانوس رمضان المستورد من الصين. ومن أشادوا بالقرار استندوا إلى أنه يحمى الصناعات التقليدية الوطنية، ومنهم من استند إلى أنه سيوفر العملة الصعبة للاستيراد، ومنهم من استند إلى كون هذا إقرار يحافظ على لون كاد يندثر من ألوان الفلكلور المصرى.

الدكتور مصطفى النشرتى، الخبير الاقتصادى، أشاد بالقرار، وأكد أنه معه قلبًا وقالبًا، لأنه يحمى المنتجات الوطنية أمام المنتجات الأجنبية.

وخبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان يؤكد أن القرار كان مطلبًا مُلحًا، لأن استيراد هذه المنتجات من الخارج لا يهدد الصناعة الوطنية فقط بل يهدد الهوية المصرية نفسها في استيراد منتجات ارتبطت بالتاريخ والحضارة كالنماذج الأثرية بأنواعها وفوانيس رمضان.. وطالب «ريحان» بتشريع يضمن حقوق ملكية فكرية لكل المنتجات التراثية في مصر بعلامة تجارية معترف بها دولياً، وأن تكون وزارة الآثار هي الجهة الوحيدة المختصة بإنتاجها.

ومدحت نافع الخبير الاقتصادى، يؤيد أيضاً منع استيراد السلع الصينية، خاصة فوانيس رمضان، مطالباً بتشجيع الحرف الصغيرة، ومنع استيراد السلع الشعبية.

ورجل الصناعة المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات، وصف القرار بالجرىء، وقال إنه يُشجع الصناعة الوطنية ويحافظ على التراث المصرى.

حتى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، رحب بالقرار ووصفه بأنه خطوة جريئة وشجاعة اتخذها وزير التجارة والصناعة، لمنع استيراد فوانيس رمضان من جميع دول العالم، والاقتصار على الصناعة المحلية.

ورغم هذه الإشادات بقرار منير فخرى عبدالنور بمنع استيراد فانوس رمضان، خرج الوزير بتصريح أكد فيه أنَّه لم يصدر قراراً بمنع استيراد فوانيس رمضان من الصين مطلقاً، ولكنه منع استيراد أي سلع ثقافية أو فلكلورية، مرتبطة بالثقافة المصرية.. وأضاف «عبدالنور» أنَّ السلع التي منعت استيرادها هي السبح وسجاد الصلاة، وهذا القرار في صلب اتفاقية الجات، التي تحمي السلع الثقافية الخاصة بكل دولة.

وقرار وزير الصناعة إن كان يشمل «فانوس رمضان» فإنه قد تأخر، لأنه صدر قبل شهرين فقط، والتعامل معه جاء أيضًا مٌتأخرًا جدًا، فنجد بيت السناري نظم، ورشة عمل للشباب من الجنسين يوم الأحد 14 يونية 2015، لتعليم الشباب كيفية صناعة الفانوس من قماش الخيامية وعمل الإضاءة الخاصة بالفانوس، وتأخرت شعبة الخردوات ولعب الأطفال باتحاد الغرف التجارية فى التفاعل مع القرار، فعقدت اجتماعا يوم الثلاثاء الماضى، وقبل رمضان بيومين، لمناقشة قرار وزير الصناعة والتجارة.

وبعيداً عن صحة القرار وتفسيره فٌإنَّ السوق يشهد أنَّ الفانوس الصينى مازال هو المُسيطر، وأنَّ الفانوس المصرى مازال بعيدًا عن المنافسة لارتفاع سعره وسوء خاماته.. وفانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة في مصر. وهو واحد من الفنون

الفلكلورية التي ارتبطت بشهر رمضان، ثمّ تحولت إلى قطعة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت المصريّة الحديثة.

ويظل الفانوس رمزاً خاصاً برمضان، وانتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل. ويقوم الأطفال بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون. وقبل رمضان بأيام، يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه.

وأول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وكان ذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة، في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية.. يومها خرج المصريون في موكب مهيب اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلًا.. وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة، لإضاءة الطريق أمام الموكب، وبقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة.. ويتحول الفانوس رمزًا للفرحة وتقليدا محببًا في رمضان.. وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءاً من تقاليد شهر رمضان في بلاد الشام وفلسطين والعراق والأردن وباقى دول الخليج وشمال أفريقيا.

ويتفنن صُنَّاع الفوانيس في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، يتم عرضها للبيع من قبل حلول شهر رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة. وتعد مدينة القاهرة من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة. وهناك مناطق معينة مثل مناطق مثل تحت الربع، والغورية، وباب الشعرية، وبركة الفيل، ودمياط، تُعد من أهم المناطق التى تخصصت في صناعة الفوانيس.

وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلًا من الشمعة. ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصين مصر ودول العالم الإسلامي بصناعة الفانوس الصينى الذي يضيء ويتكلم، ويتحرك، ويحاكى كل الأشكال المحببة للأطفال، وعجزت الدولة عن حماية الفانوس المصرى من سطوته.