رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مدفع الإفطار ....اضرب" حصريا للمصريين فقط

مدفع الافطار
مدفع الافطار

تعود المجتمع المصرى على الإفطار فى الشهر الكريم بعد سماع تلك الصوت الذى ينطلق من المدفع والتى يعد من أهم مظاهر الاحتفال التى يسعد بها المصريون وتعددت طرق سماع صوت المدفع على مر العصور التاريخية التى شهدتها مصر، بداية من انطلاق القذيفة بداخل مدفع الإفطار وصولا لسماعه عبر الراديو والتليفزيون من خلال الصور والمسلسلات التى تذاع بنفس توقيت رفع أذان المغرب خلال الشهر الكريم.

وتاريخيًا يرجع تاريخ مدفع رمضان لـ "خوشقدم" والي مصر في العصر الإخشيدي، وتقول إحدى الروايات أنه كان يجرب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة وصادف ذلك وقت غروب الشمس في أول يوم من شهر رمضان ومع توافد العلماء وأهالي القاهرة على قصر الوالي لتناول الإفطار، انتهزوا الفرصة ليعبروا عن شكرهم بتنبيهه لهم بإطلاق مدفع الإفطار، ومنذ ذلك الحين أصدر الوالى أوامره بإطلاق مدفع الإفطار يومياً خلال الشهر الكريم. 

فيما تشير رواية أخرى إلى أن محمد علي باشا والي مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية، كان مهتماً بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، حيث قام قائد الجيش بتجربة أحد المدافع القادمة من ألمانيا وإذ فجأة انطلقت قذيفة المدفع وصادف ذلك وقت أذان المغرب في الشهر الكريم، وسعد الناس كثيراً بصوته معتبرينه أحد المظاهر المهمة للاحتفال واستخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتي الإفطار والسحور.

أما في عهد الخديوي إسماعيل تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة واستقر في جبل المقطم، حيث كان يحتفل قبيل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولاً على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود يوم العيد إلى مخازن القلعة مرة أخرى، ويذكر أنه كانت في القاهرة خمسة مدافع للإفطار اثنان في القلعة، وواحد في كل من العباسية، وحلوان، ومصر

الجديدة، وقد شارك المدفع في ثلاثة حروب هي تركيا ضد روسيا في شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لثورة المكسيك، وكذلك محاولات غزو بلاد الحبشة.

وفى سياق متصل توقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، وكانت الجماهير تفطر على صوته المسجل في الإذاعة، إلا أنه عاد مرة أخرى بناء على أوامر وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي الذي أمر بتشغيله ثانية، ولكن اعترضت هيئة الآثار المصرية على التشغيل مبينة أنه يهز جدران القلعة، والمسجد، والمتاحف الموجودة في المكان، ووافقت وزارة الداخلية على نقله مرة أخرى من القلعة إلى جبل المقطم  أعلى القاهر، وحاليًا يقع مدفعان أعلى هضبة المقطم للعمل بالتناوب خلال شهر رمضان وأيام العيد.

 وقد انتقلت هذه العادة بإطلاق مدفع رمضان إلى الكثير من محافظات مصر لأنها تضفي البهجة على هذا الشهر الكريم وذلك تحت إشراف الجهات الأمنية، وهكذا استمر مدفع الإفطار عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين الرمضانية، حتى أنهم يستمعون إليه يوميًا عبر أثير الإذاعة المصرية والتلفزيون.

والجدير بالذكر أنه فى الأونة الأخيرة عملت المؤسسات المرئية والمسموعة على التطوير من مظهر الاحتفال بسماع صوت المدفع من خلال إخراج مسلسلات تليفزيونية كنوع من استرجاع البهجة مرة آخرى للحياة الأسرية وقت الإفطار.