الإعلان المحمدى لحقوق الإنسان
فى درسه عن حجة الوداع والعبر المأخوذة من خطبة النبى فيها قال الشيخ محمد سعد صادق امام وخطيب الجامع الكبير فى سندوة بالقليوبية: إن خطبة الوداع هي آخر خطبة ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم بجبل عرفات في التاسع من ذي الحجة،
فى العام العاشر من الهجرة المباركة.. ويمكن اعتبارهذه الحجة أكبر تجمع يحضره المسلمون في ذلك الوقت، حيث حج فى هذا العام قرابة 125 ألفا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم..
وفى تحليل لنص الخطبة نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد لخص فيها أحكام الدين ومقاصده، فأعلن حرمة دماء المسلمين وأعراضهم، وحظر كل الأعمال والعادات والتعاملات التي كانت تتم وفق تقاليد الجاهلية الأولى والعواطف الانتقامية وحظرها حظراً مطلقاً، وألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم التعامل الربوي، وشدد على حقوق المرأة وأخوة المسلمين، وحرَّم عليهم الاقتتال، وأكد للمسلمين أن كتاب الله وسنة رسوله هما المعياران الوحيدان لتنظيم المعاملات بين البشر..
ومن الأحكام والتوجيهات التي تضمنتها الخطبة : حُرمة الدماء والأعراض والأموال، وحُرمة التعامل بالربا، وحُرمة الظلم، ووجوب أداء الأمانة، ووجوب التمسك بالكتاب والسنة، ووجوب الإحسان إلى المرأة وإعطائها كافة حقوقها المشروعة، ووجوب مخالفة الشيطان والحذر من كيده ووساوسه، ووجوب الالتزام بالإخوة بين المسلمين..
ونلاحظ فى الخطبة البليغة مجموعة من التوجيهات للحجيج والمسلمين عامة من بعدهم، فقد كانت ولازالت خطبة حجة الوداع هي أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان، إلا أن بين هذا الإعلان وبين إعلان هيئة الأمم المتحدة في
هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله.